ومن الحكم في ذلك أن الله جل وعلا يبين به الصادق في عبادته لله وإخلاصه لله ورغبته فيما عند الله، والكاذب في دعواه وعبادته، ويبين بذلك أهل الجد والرغبة في الخير، والمبادرة إلى طاعة المولى، والأخذ بالسبل والوسائل التي توصل إلى رحمته وهدايته وتوفيقه، وبيان ...
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ [المؤمنون:5-6]، فالمؤمن يحفظ فرجه من الزنا، والفواحش، إلا من زوجته، أو سريته ملك يمينه، هكذا المؤمنون حافظون لفروجهم، لا يزينون، ولا يلوطون، ...
وقد سمعتم شروط التوبة وأن التوبة النصوح التي يمحو الله بها الخطايا لا بد فيها من الندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة ورد المظالم إلى أهلها أو استحلالهم منها، هكذا تكون التوبة، فلا بد من هذه الأمور، أولًا: الإقلاع من الذنوب يعني تركها والحذر ...
والمقصود من هذا والخلاصة أن المال مطلوب، وأنه نعم المال الصالح للرجل الصالح، لكن لا بد أن تراعى فيه الشروط، لا بد أن تراعى فيه شروط، لا بد أن يكون من كسب طيب، لا من طريق الحرام، لا من طريق الكذب والرشوة والخيانة والغش في المعاملات، من غشنا فليس منا، يقوله ...
والذين ينادون بالاختلاط ويدعون إليه أغلبهم من دعاة النار، وربما كان بعضهم جاهلًا مقلدًا لا يعي ما يقول، إلا التقليد والنعيق كما يقول غيره، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال لحذيفة لما قال له حذيفة: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر فجاءنا ...
هذه الدنيا دار المشاكل، دار الأكدار، دار الامتحان والبلاء، دار التكليف، دار الشهوات، دار الأكدار والمكذبين من الأعداء، فلا بد من صبر على ما أنت مأمور به، ولا بد من صبر على ما حرم الله عليك، ولا بد من صبر على المصائب التي تكرهها، فإذا قابلت النعم بالصبر ...
فالواجب علينا -أيها الإخوة- والواجب على المسلمين في كل مكان هو التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه حتى نلقى ربنا، فليست العظة والذكرى مقصورة على قوم دون قوم، ولا من قوم دون قوم، ولا من عالم دون عالم، ولكنها مطلوبة من جميع العلماء، ومن ...
وجدير بنا -أيها الإخوة- أن نهتم بهذا الأمر، وأن يكون العناية بكتاب ربنا تلاوة وتدبرًا وتعقلًا وعمًلا واستفادة، ويكون أيضًا لنا عناية بالتواصي بذلك، لا نكتفي بهذا في أنفسنا بل نتواصى بذلك ونتعاون على البر والتقوى أينما كنا، ننبه الغافل، ونذكر الناسي، ...
والقلب هو الأساس، وهو المحور لهذا الإنسان وصلاحه وفساده، فإن صلح القلب استقامت هذه الجوارح وسلمت، وإن خبث القلب تبعته الجوارح، يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين: ألا وإن في الجسد مضغة ...
وذكر أيضًا من الأسباب التي سلط بها الأعداء مع الأسباب المتقدمة مع الجهل والتقليد الأعمى والجدل بغير حق والتشاغل بالجدل والأشياء التي هي عقيمة في المعنى عما ينبغي وعما يجب، وكذلك المعاصي والمخالفات التي ابتلي بها الكثير من المسلمين، كذلك أيضًا سبب ...
ومجالس العلم والعظة والتذكير هي مجالس الآخرة، هي المجالس التي تحفزك على الإعداد ليوم معادك، اليوم تحتاج فيه إلى مثاقيل الذر من الإيمان والعمل الصالح، سمعتم الآية وهي من أجمع الآيات يقول جل وعلا: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [الزلزلة:7]، ...
فلا سبيل إلى النجاة والسعادة والحفاظ على دينكم أيها المؤمنون إلا بإقبالك على كتاب الله القرآن العظيم تدبرًا، وتعقلًا، وإكثارًا من تلاوته، وعملًا بذلك، وعلى سنة رسول الله ﷺ من تدبر لها، والمذاكرة فيها، والعناية بها، وسؤال أهل العلم عما أشكل من ذلك ...
ومن ذلك العمل بما شرع الله والكف عما حرم الله يقول جل وعلا لآل داود عليه الصلاة والسلام: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13]، ما قال قولوا، قال: اعْمَلُوا فالقول سهل على النفوس، ما أسهل أن تقول: أشكر الله على ذلك، أنا شاكر لله هذا، سهل على اللسان ...
فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، من مات يشرك بالله لا يغفر -نعوذ بالله-، لكن من مات على المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إذا مات وهو يشرب الخمر ما استحله يعلم أنه حرام يعلم أنها معصية ولكن غلبه الهوى -نعوذ بالله- فشرب الخمر ومات على ذلك فهذا تحت مشيئة ...
والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
أيها الإخوة في الله: لقد سمعنا جميعًا هذه الكلمات ...