ولما كان المسلمون الأولون شغلهم الشاغل أن ينصروا دين الله، وأن يعلوا كلمة الله، وأن يظهروا دين الله وهم صُبر عل شظف العيش، وعلى المسكن الرث، والأثاث الرث، وغير ذلك؛ ما طمع فيهم الأعداء، بل جاهدهم أولئك الأخيار، ونشروا دين الله، وأزاحوهم عن كثير من ...
والذكر كما سمعتم يكون بالقلب من خوف الله ومحبته وتعظيمه والشوق إليه والإخلاص له ونحو ذلك، ويكون باللسان مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم اغفر لفلان، ...
ومن الحكم في ذلك أن الله جل وعلا يبين به الصادق في عبادته لله وإخلاصه لله ورغبته فيما عند الله، والكاذب في دعواه وعبادته، ويبين بذلك أهل الجد والرغبة في الخير، والمبادرة إلى طاعة المولى، والأخذ بالسبل والوسائل التي توصل إلى رحمته وهدايته وتوفيقه، وبيان ...
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ [المؤمنون:5-6]، فالمؤمن يحفظ فرجه من الزنا، والفواحش، إلا من زوجته، أو سريته ملك يمينه، هكذا المؤمنون حافظون لفروجهم، لا يزينون، ولا يلوطون، ...
وسمعتم أن الأعمال منها ما يتعلق بالقلب كالإخلاص لله، والمحبة، والخوف، والرجاء، ومنها ما يتعلق باللسان، كالثناء على الله، وحمده، والاستغفار، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير هذا من أعمال اللسان، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر القولي، ...
والمقصود من هذا والخلاصة أن المال مطلوب، وأنه نعم المال الصالح للرجل الصالح، لكن لا بد أن تراعى فيه الشروط، لا بد أن تراعى فيه شروط، لا بد أن يكون من كسب طيب، لا من طريق الحرام، لا من طريق الكذب والرشوة والخيانة والغش في المعاملات، من غشنا فليس منا، يقوله ...
فينبغي للمؤمن أن يلاحظ الأدوية التي ذكرها المشايخ، مثل تلاوة القرآن، والعناية بتدبره، والاستفادة منه، فإنه الدواء الناجع، والشفاء العظيم العاجل، جعله الله شفاء عظيمًا ودواء ناجعًا عاجلًا، فينبغي للمؤمن التدبر بكتاب الله، والإكثار من تلاوته، وسماعه ...
والذين ينادون بالاختلاط ويدعون إليه أغلبهم من دعاة النار، وربما كان بعضهم جاهلًا مقلدًا لا يعي ما يقول، إلا التقليد والنعيق كما يقول غيره، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال لحذيفة لما قال له حذيفة: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر فجاءنا ...
فالواجب علينا -أيها الإخوة- والواجب على المسلمين في كل مكان هو التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه حتى نلقى ربنا، فليست العظة والذكرى مقصورة على قوم دون قوم، ولا من قوم دون قوم، ولا من عالم دون عالم، ولكنها مطلوبة من جميع العلماء، ومن ...
فالواجب الحذر ما دمت في دار المهلة، والواجب أن تحاسب نفسك قبل أن يهجم عليك الأجل حتى تؤدي الحقوق، وحتى تكون التوبة كاملة من ندم على الماضي من الذنوب والإقلاع من الذنوب وتركها والحذر منها تعظيمًا لله وخوفًا منه، وأمر ثالث وهو العزم الصادق ألا تعود فيها، ...
وجدير بنا -أيها الإخوة- أن نهتم بهذا الأمر، وأن يكون العناية بكتاب ربنا تلاوة وتدبرًا وتعقلًا وعمًلا واستفادة، ويكون أيضًا لنا عناية بالتواصي بذلك، لا نكتفي بهذا في أنفسنا بل نتواصى بذلك ونتعاون على البر والتقوى أينما كنا، ننبه الغافل، ونذكر الناسي، ...
وذكر أيضًا من الأسباب التي سلط بها الأعداء مع الأسباب المتقدمة مع الجهل والتقليد الأعمى والجدل بغير حق والتشاغل بالجدل والأشياء التي هي عقيمة في المعنى عما ينبغي وعما يجب، وكذلك المعاصي والمخالفات التي ابتلي بها الكثير من المسلمين، كذلك أيضًا سبب ...
فإن كتاب الله الكريم هو أعظم علاج، وأنفع علاج لأمراض القلوب، وأمراض الأعمال والمجتمع، وهو أيضًا علاج عظيم لأمراض البدن أيضًا، ولكن الله أنزله لعلاج القلوب، وعلاج أمراض المجتمع من الفساد، حتى ترجع القلوب إلى صلاحها، وإلى طهارتها، وإلى إيمانها بالله ...
ومجالس العلم والعظة والتذكير هي مجالس الآخرة، هي المجالس التي تحفزك على الإعداد ليوم معادك، اليوم تحتاج فيه إلى مثاقيل الذر من الإيمان والعمل الصالح، سمعتم الآية وهي من أجمع الآيات يقول جل وعلا: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [الزلزلة:7]، ...
وأنت لا تدري متى تقوم قيامتك، فقد سمعتم في الندوة كل من مات فقد قامت قيامته، فالقيامة قيامة صغرى وكبرى، فالكبرى يوم القيامة عندما يأذن الله بقيام الساعة، وينفخ في الصور، ويقوم الخلائق بين يدي الله جل وعلا، أما الموت فهو القيامة الصغرى، من مات فقد قامت ...