قال العلماء رحمة الله عليهم ومنهم ابن القيم وغيره: إن الشيطان له عقبات يصيد بها الناس ويتحيل لإغوائهم وإهلاكهم فيها: العقبة الأولى الشرك والكفر بالله عز وجل، فهو حريص على أن يوقعهم في الكفر والشرك، ويسعى جاهدًا في إيقاع الناس في الكفر والضلالة والشرك، فإذا عجز عن ذلك اجتهد أن يوقعهم في البدع ووسائل الشرك؛ لأن البدعة تجر إلى الشرك، وهكذا وسائل الشرك تجر إلى الشرك، فإذا لم ينجح الشيطان في إدخال الإنسان في الشرك والكفر بالله حرص على أن يجره إلى البدعة وإلى وسائل الشرك، ولهذا البدعة فوق الكبيرة عند أهل العلم، البدع ووسائل الشرك فوق كبائر الذنوب، فوق الزنا والسرقة واللواط والربا وأشباه ذلك، البدع فوق ذلك، برزخ بين الشرك وبين الكبائر؛ لأنها أقرب إلى الشرك ولأنها تجر إليه.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦