وَهَكَذَا الْمَرْأَة الَّتِي تُعرف بريبةٍ تفتن بهَا الرِّجَال تُبعد عَن مَوَاضِع الرَّيب بِحَسب الْإِمْكَان، فَإِنَّ دفعَ الضَّرَر عَن الدِّين بِحَسب الْإِمْكَان وَاجِبٌ، فَإِذا كَانَ هَذَا هُوَ السُّنة فَكيف بِمَن يكون فِي جمعه من أَسبَاب الْفِتْنَة ...
وَبِالْجُمْلَةِ فَإِذا كَانَ الْمُسند الْمَحْفُوظ الْمَعْرُوف من قَول الْجُنَيْد أَنه رَحمَه الله لَا يحمد هَذَا السَّماع المبتدع، وَلَا يَأْمُر بِهِ، وَلَا يُثني عَلَيْهِ، بل الْمَحْفُوظ من أَقْوَاله يُنَافِي ذَلِك؛ لم يجز أَن يعمد إِلَى قَولٍ ...
وَأمَّا الْجَمال الْخَاصّ: فَهُوَ سُبْحَانَهُ جميلٌ يُحبّ الْجَمال، وَالْجمال الَّذِي لِلْخَلقِ من الْعِلم وَالْإِيمَان وَالتَّقوى أعظم من الْجَمال الَّذِي لِلْخَلقِ وَهُوَ الصُّورَة الظَّاهِرَة.
وَكَذَلِكَ الْجَمِيل من اللِّبَاس الظَّاهِر، ...
فالحسنات تغلب فِيهَا الْمصَالح، والسَّيئات تغلب فِيهَا الْمَفَاسِد، والحسنات دَرَجَات بَعْضُهَا فَوق بعضٍ، والسَّيئات بَعْضُهَا أكبر من بعضٍ، فَكَمَا أَنَّ أهل الْحَسَنَات ينقسمون إِلَى: الْأَبْرَار الْمُقْتَصِدِينَ، والسَّابقين المقرَّبين، ...
فصلٌ فِي الْغِيرَة وأنواعها وَمَا فِيهَا من مَحْمُودٍ ومذمومٍ
فِي "الصَّحِيحَيْنِ: عَن عبدالله بن مَسْعُودٍ، عَن النَّبِي ﷺ قَالَ: مَا أَحَدٌ أغير من الله، من أجل ذَلِك حرَّم الْفَوَاحِشَ مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَمَا أحدٌ أحبّ إليه الْمَدْح ...
وَمثل هَذِه الْغيرَة المذمومة مَا ذكره طَائِفَةٌ من السَّلف قَالُوا: لَا تُقبل شَهَادَة الْقُرَّاء -أو قَالُوا: الْفُقَهَاء- بَعضُهم على بعضٍ؛ لِأَنَّ بَينهم حسد.
الشيخ: لعلها بالنصب.
لأنَّ بينهم حسدًا كحسد النُّفُوس على زريبة الْغَنم، وَيُقَال: ...
وأفضل أولياء الله بعد الرُّسُل أبو بكر الصّديق ، وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أنَّ النَّبِي ﷺ قَالَ لَهُ لما عبر رُؤْيا: أصبتَ بَعْضًا، وأخطأتَ بَعْضًا.
وَيُشبه وَالله أعْلَم أنَّ أبا سُلَيْمَان لما قَالَ هَذِه الْكَلِمَة: "لَو ألقاني فِي النَّار ...
وَفِي الصَّحِيح عَن النَّبِي ﷺ أنه قَالَ: إنَّ الله ليرضى عَن العَبْد أن يَأْكُل الْأَكْلَة فيحمده عَلَيْهَا، وَيَشْرب الشَّربة فيحمده عَلَيْهَا.
الشيخ: هذا الحديث العظيم من نِعَم الله: أنَّ الله يرضى عن العبد أن يأكل الأكلةَ فيحمده عليها، ويشرب ...
فَعَلَيْك بالموازنة فِي هَذِه الأحوال والأعمال الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة، حَتَّى يَظْهر لَك التَّمَاثُل والتَّفاضل، وتناسب أحوال أهل الأحوال الْبَاطِنَة لِذَوي الأعمال الظَّاهِرَة، لَا سيَّما فِي هَذِه الأزمان الْمُتَأَخِّرَة الَّتِي غلب فِيهَا ...
وأما الْمُنكر الَّذِي نهى اللهُ عَنهُ وَرَسُوله فأعظمه الشِّرك بِاللَّه، وَهُوَ أن يَدْعُو مَعَ الله إلهًا آخر: كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَر، وَالْكَوَاكِب، أو كملكٍ من الْمَلَائِكَة، أو نَبِيٍّ من الأنبياء، أو رجلٍ من الصَّالِحين، أو أحد من الْجِنِّ، ...
وَلِهَذَا لما كَانَ النَّاسُ فِي زمن أبي بكر وَعمر -اللَّذين أُمِر الْمُسلمُونَ بالاقتداء بهما، كَمَا قَالَ ﷺ: اقتدوا باللَّذين من بعدِي: أبي بكر وَعمر- أقرب عهدًا بالرِّسالة، وَأعظم إيمانًا وصلاحًا، وأئمّتهم أقوم بِالْوَاجِبِ، وأثبت فِي الطُّمَأْنِينَة ...
وَقد أخرجا فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَن خباب بن الأرت قَالَ: شَكَوْنَا إلى رَسُول الله ﷺ وَهُوَ متوسط بردةً لَهُ فِي ظلِّ الْكَعْبَة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، ألا تَسْتَنْصِر لنا؟ ألا تَدْعُو لنا؟ فَقَالَ: قد كَانَ مَن قبلكُمْ يُؤْخَذ الرجلُ ...
وَكَانَ ﷺ إِذَا أَتَمَّ التَّكْبِيرَ أَخَذَ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَرَأَ بَعْدَهَا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق] فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، وَفِي الْأُخْرَى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر].
وَرُبَّمَا ...
فصلٌ
في أسباب شرح الصُّدور وحصولها على الكمال له ﷺ
فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: التَّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ ...
مقدمة
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى:
(بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
الله المسئول المرجُو الإجابة أن يتولاكم في الدنيا والآخرة، وأن يَسبِغ عليكم نعمَه ظاهرةً وباطنةً، وأن يجعلكم ممن إذا أُنعم عليه شكر، ...