وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ التَّعَاوُنَ فِي هَذَا الْبَابِ تَعَاوُنٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
وَأَمَّا مَا يَقْتَرِنُ بِحُصُولِ غَرَضِ الْعَاشِقِ مِنَ الظُّلْمِ الْمُنْتَشِرِ الْمُتَعَدِّي ضَرَرُهُ فَأَمْرٌ لَا يَخْفَى، فَإِنَّهُ إِذَا ...
فَإِنْ قِيلَ: قَدْ ذَكَرْتُمْ آفَاتِ الْعِشْقِ وَمَضَارَّهُ وَمَفَاسِدَهُ، فَهَلَّا ذَكَرْتُمْ مَنَافِعَهُ وَفَوَائِدَهُ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا: رِقَّةُ الطَّبْعِ، وَتَرْوِيحُ النَّفْسِ وَخِفَّتُهَا، وَزَوَالُ ثِقَلِهَا وَرِيَاضَتهَا، ...
قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ "مَنَازِلِ الْأَحْبَابِ" شِهَابُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَهْدٍ صَاحِب كِتَابِ "الْإِنْشَاءِ": وَقُلْتُ فِي جَوَابِ الْبَيْتَيْنِ عَلَى قَافِيَتِهِمَا مُجِيبًا لِلسَّائِلِ:
قُلْ لِمَنْ ...
قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَوَّلُ حُبٍّ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ حُبُّ النَّبِيِّ ﷺ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَ مَسْرُوقٌ يُسَمِّيهَا حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَرْسَلَنِي ...
فَصْلٌ
وَهاهنا أَمْرٌ عَظِيمٌ يَجِبُ عَلَى اللَّبِيبِ الِاعْتِنَاءُ بِهِ، وَهُوَ أَنَّ كَمَالَ اللَّذَّةِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ وَابْتِهَاجِ الرُّوحِ تَابِعٌ لِأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: كَمَالُ الْمَحْبُوبِ فِي نَفْسِهِ ...
فَصْلٌ
فَهَذَا الْحُبُّ لَا يُنْكَرُ وَلَا يُذَمُّ، بَلْ هُوَ أَحَمدُ أَنْوَاعِ الْحُبِّ، وَكَذَلِكَ حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَإِنَّمَا نَعْنِي الْمَحَبَّةَ الْخَاصَّةَ الَّتِي تَشْغَلُ قَلْبَ الْمُحِبِّ وَفِكْرَهُ وَذِكْرَهُ بِمَحْبُوبِهِ، ...
فَصْلٌ
وَالنَّاسُ فِي الْعِشْقِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:
مِنْهُمْ: مَنْ يَعْشَقُ الْجَمَالَ الْمُطْلَقَ، وَقَلْبُهُ يَهِيمُ فِي كُلِّ وَادٍ، لَهُ فِي كُلِّ صُورَةٍ جَمِيلَةٍ مُرَادٌ.
وَمِنْهُمْ: مَنْ يَعْشَقُ الْجَمَالَ الْمُقَيَّدَ، سَوَاءٌ ...
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله ربِّ الْعَالمين، وَأشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا.
قَاعِدَة فِي وجوب الاسْتقَامَة ...
وَقَالَ تَعَالَى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل ...
وَهَذَا الَّذِي ذكره الشَّيْخ أَبُو عَليٍّ من أَنَّ الصُّوفِيَّة يُخالفون الْمُعْتَزلَة فَأمرٌ مُتَّفقٌ عَلَيْهِ.
الشيخ: وهذا حقٌّ، فإنَّ أهل السنة والجماعة وصفوا الله بالعلم: بما قال عن نفسه، وبما قاله رسولُه عنه عليه الصلاة والسلام، ووصفوه بصفاته: ...
وَهَذَا من أصُول أهل السُّنة وأئمة الْمَشَايِخ، خُصُوصًا مَشَايِخ الصُّوفِيَّة؛ فَإِنَّ أصل طريقهم الْإِرَادَة الَّتِي هِيَ أساس الْعَمَل، فهم فِي الإرادات والعبادات والأعمال والأخلاق أعظم رسوخًا مِنْهُم فِي المقالات والعلوم، وهم بذلك أعظم اهتمامًا، ...
قال القُشيرِي: وَسُئِلَ ذُو النُّون الْمِصْرِيّ عَن قَوْله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، فَقَالَ: أثْبَتَ ذَاته، وَنفى مَكَانَهُ، فَهُوَ مَوْجُودٌ بِذَاتِهِ، والأشياء مَوْجُودَة بِحكمِهِ كَمَا شَاءَ.
قلتُ: هَذَا الْكَلَام لم ...
وَهَذَا يتأكَّد بِالْوَجْهِ الثَّالِث، وَهُوَ أنَّ الله فِي كِتَابه إِنَّمَا حمد اسْتِمَاع الْقُرْآن، وذمَّ المعرضين عَن استماعه، وجعلهم أهلَ الْكُفْر وَالْجَهل، الصمّ الْبُكْم، فَأَمَّا مدحه لاستماع كلِّ قَولٍ فَهَذَا شيءٌ لم يذكرهُ الله قطُّ، ...
وَأما كَون الشِّعْر فِي نَفسه لَا يستمع إِلَيْهِ إِلَّا إِذا كَانَ من الْكَلَام الْمُبَاح أَو الْمُسْتَحبّ، وَالشِّعر الْمَقُول فِي سَماع المكاء والتَّصدية كثيرٌ مِنْهُ أَو أَكْثَره لَيْسَ كَذَلِك، فَهَذَا مقَامٌ آخر نُبينه إِن شَاءَ الله، فَصَارَ ...
الْوَجْه الْخَامِس: تَشْبِيه الرِّجَال بِالنِّسَاء: فَإِنَّ المغاني كَانَ السَّلف يُسمونهم: مخانيث؛ لِأَنَّ الْغِناء من عمل النِّسَاء، وَلم يكن على عهد النَّبِي ﷺ يُغني فِي الأعراس إِلَّا النِّسَاء: كالإماء، والجواري الحديثات السن، فَإِذا تشبَّه ...