والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الجميع، أصله واجب على الجميع، ولكنه فرض كفاية بالنسبة إلى المنكر المعين، الله جل وعلا أوجبه على الجميع وجعله من أوصاف المؤمنين والمؤمنات حيث قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ...
ثم تلاحظون أيضًا ما نبه عليه المشايخ من جهة الرفق وعدم الشدة والعجلة والألفاظ البذيئة، فالآمر والناهي يتحرى الألفاظ الطيبة والأسلوب الحسن والرفق والحكمة، قال الله جل وعلا: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ ...
والمقصود من هذه المحاضرة والمقصود من هذا التعليق كله أن تعلموا الحقيقة، وأن تنشروها إلى من وراءكم، كل من سمع شيئًا من الحق ينشره إلى من وراءه ويبلغه من وراءه، كان النبي ﷺ إذا خطب الناس يقول ﷺ: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، ويقول: نضر الله ...
ثم أنتم لكم أجر يقول النبي ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، فإذا ذهبت إلى مكان آخر وقلت: إني سمعت في الندوة الفلانية أن الربا حرام ........ سمعت عن كذا، وسمعت أن من لا يحضر الجماعة وأن من لا يصلي مع الناس في الجماعة أنه مشابه المنافقين، سمعت أن الله حرم ...
وهكذا النصح في جميع الأمور جاء به الرسل كلهم دعوا الناس إلى النصح في كل أعمالهم، الرسل ناصحون وأمروا الناس بالنصح، وهكذا أتباعهم الصادقون نصحوا لله ونصحوا لعباد الله بعبادة الله وحده، باتباع الرسل، وفي اتباع الكتب المنزلة عليهم ليأخذوا بها ويستقيموا ...
ولما بعث الله نبيه محمدًا عليه الصلاة والسلام إلى قومه وهم العرب ويتبعهم غيرهم من الأمم دعاهم إلى هذه الكلمة، قال: يا قوم قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فأجاب إليها القليل، ودخلوا في دين الله واحدًا بعد واحد وجماعة بعد جماعة، وأباها الأكثرون واستنكروها ...
وكل واحد يجب أن يحاسب نفسه، وأن يتقي الله في دينه، وفي أداء واجبه، وشرط ذلك العلم والإخلاص والصبر، قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ [يوسف:108] لا إلى حظ عاجل ولا إلى رأي فلان أو مذهب فلان أو ما أشبه ذلك، إِلَى اللَّهِ يعني إلى دينه، إلى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة الطيبة المتعلقة بحكم الدعوة إلى الله، وتفاصيل شأنها، وقد تولاها صاحب الفضيلة: الشيخ أحمد بن عبد الرحمن ...
ثم أيضًا من ابتلي بشيء من هؤلاء الكفار قبل أن يتيسر ترحيلهم يجتهد في أن يسلموا، لعلهم يسلمون على يديهم، فيفوز بخير كثير، ويكون له مثل أجورهم، كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وقال عليه الصلاة والسلام: لأن يهدي الله ...
وهكذا أيها المسلم إذا كنت قائمًا بحق الله عليك مؤديًا للأمانة بعيدًا عن الغش والخيانة تأثروا بك أيضًا تأثروا بأعمالك، كثير من البلدان هدى الله أهلها بسبب التجار الطيبين الأمناء في الهند وفي غير الهند وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وفي كثير من إفريقيا، ...
وأمر آخر نكرره كثيرًا، وهو أن عليكم -أيها الإخوة- أن تبلغوا إذا سمعتم الفائدة، يقول النبي ﷺ في خطبه: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فأنتم إذا بلغتم من حولكم من إخوانكم وجيرانكم وأولادكم وأزواج أولادكم وأخواتكم وقلتم سمعنا كذا وجرى كذا ...
ومن ذلك النصح في قراءة القرآن كما سمعتم، فيقرأه قراءة المتدبر المتعقل المحب لكتاب الله؛ لأنه كلام الله ، فهو كلامه أنزله رحمة للعالمين؛ ليفقهه الناس، ليعملوا به، ليبلغوه الناس، فينصح في عباداته لله غاية النصح، ومن ذلك في القراءة، وبذلك يعمر القلب ...
ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا سقط الوجوب عن زيد أو عمرو لأنه يخاف أو عاجز بسبب ضعفه وعدم مبالاة الناس به وأنهم لا يبالون بنهيه وأمره أو لأنه مثلا ممنوع من إنكاره باليد أو ممنوع من إنكاره باللسان يكون عذرًا له؛ لأنه لا يستطيع، لكن لو أنه صبر وتبرع وأنكر المنكر ...
فإن الناس إذا تكاتفوا في الخير وتعاونوا على البر والتقوى فازوا بالأجر العظيم، وفازوا بالنجاة في الدنيا والآخرة، وإذا تخاذلوا عمتهم العقوبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثبت عنه ﷺ أنه قال: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه، ...
كذلك أمر ثالث وهو من سأل عن ما جاء في الحديث أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين، وهو حديث صحيح من حديث جرير، وما روي عن النبي أنه قال: من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله، وبين الحديث الآخر الذي فيه مر ﷺ في المدينة على مجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود ...