الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
أيها الإخوة في الله: قد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة: الشيخ عبدالرحمن القفاري، والشيخ عبدالله بن صالح........، والشيخ أحمد بن عبدالرحمن الشريف، فيما يتعلق بفاحشة الزنا ووسائلها وأسبابها وعظم خطرها وكثرة ما يترتب عليها من أنواع الفساد، ولقد أجادوا وأفادوا وبينوا ما يجب بيانه حول هذه الكبيرة القبيحة الشنيعة، وحول ما يترتب عليها من فساد وضرر في أخلاق المجتمع وفي أسر المجتمع في الدين والدنيا، ولا شك أن الأمر كما ذكروا وفوق ما ذكروا، فالواجب على المؤمن أن يشمر عن ساعد جده لأسباب الامتثال والأخذ بأسباب الوقاية والتنفيذ لما أرشد إليه، فإن المقصود من الندوات والعظات والمحاضرات والتوجيهات، المقصود من ذلك هو العمل، فالواجب على المستمع الكريم أن يعنى بما سمع، وأن يستفيد مما سمعه من أهل العلم، وأن يجتهد في تنفيذ أسباب النجاة والبعد عن أسباب الهلاك، وأن يتعاون مع إخوانه أينما كانوا في نشر الفضيلة، وتحقيق أسبابها ووسائلها، والحرص على إماتة الرذيلة، والقضاء على أسبابها ووسائلها، والتعاون مع المسؤولين بكل ممكن في محاربة الرذائل والفواحش والمنكرات، والقضاء على أسبابها، والتعاون على إيجاد الفضائل، وإعانة أهلها، والمجتمع اليوم قد ابتلي بنكبات كثيرة وشرور عظيمة متنوعة، ولها أسباب كثيرة، مما جلب إلى هذه البلاد من أسباب الشر، ولما وفد إليها من عناصر خبيثة من سائر البلاد من أنواع الكفرة وأنواع الفجار والفساق، ومن ساعدهم من داخل البلاد، ولا شك أن هذه الحرب الشعواء تحتاج إلى مقابل، تحتاج إلى نشاط يقابل هذا النشاط، وإلى جهود عظيمة تقابل هذا الشر والبلاء، وهو غزو فكري وعمالي متنوع كله يهدف إلى إفساد العقيدة وإلى إفساد الأخلاق، فوجب على أهل الإسلام أن يحاربوا هذا الفساد بكل ما يستطيعون من قوة، وأن يتعاونوا مع ولاة الأمر في محاربة الرذائل، والقضاء على أسباب الفساد.