وهكذا أيها المسلم إذا كنت قائمًا بحق الله عليك مؤديًا للأمانة بعيدًا عن الغش والخيانة تأثروا بك أيضًا تأثروا بأعمالك، كثير من البلدان هدى الله أهلها بسبب التجار الطيبين الأمناء في الهند وفي غير الهند وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وفي كثير من إفريقيا، تأثر الناس هناك بالتجار الصالحين تجار وعندهم بعض العلم وعندهم بعض التقوى، فلما رأوا أمانتهم واستقامتهم ونصحهم لله وعدم الخيانة وعدم الغش وطهارة اللسان تأثروا بهم واهتدوا بهم ودخلوا في دين الله بأسبابهم، هم ليسوا علماء ولكنهم تجار صالحون حملوا معهم الإسلام مع طلب الرزق، وتأثر بهم الجم الغفير في الهند وغيرها وفي إفريقيا وغيرها، فكيف إذا كان الداعي إلى الله عنده علم وعنده بصيرة تكون الهداية أكثر، يكون الانتفاع أبلغ وأكمل، ولاسيما مع العمل يقول ويعمل، يكون قدوة صالحة في أقواله وأعماله وسيرته من الأمانة والصدق والمسارعة إلى الخير، والمحافظة على الصلوات، والبعد عن الربا وعن الزنا والفواحش، وعن القول السيئ، يحفظ لسانه عما لا ينبغي، ويصون جوارحه عما لا ينبغي، ويكون قدوة صالحة في أخلاقه وأعماله وأمانته وطيب كلامه وحسن دعوته إلى الله عز وجل ونزاهة معاملته، ولهذا يتأسى به من رأى عمله ويهتدي به من رأى عمله ويأمنه في الدعوة إلى الله ويعرف بذلك أن الإسلام هو الدين الحق أن الإسلام هو دين الهدى.
الجمعة ٢٠ / جمادى الأولى / ١٤٤٦