وهكذا النصح في جميع الأمور جاء به الرسل كلهم دعوا الناس إلى النصح في كل أعمالهم، الرسل ناصحون وأمروا الناس بالنصح، وهكذا أتباعهم الصادقون نصحوا لله ونصحوا لعباد الله بعبادة الله وحده، باتباع الرسل، وفي اتباع الكتب المنزلة عليهم ليأخذوا بها ويستقيموا ...
وأمر آخر نكرره كثيرًا، وهو أن عليكم -أيها الإخوة- أن تبلغوا إذا سمعتم الفائدة، يقول النبي ﷺ في خطبه: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فأنتم إذا بلغتم من حولكم من إخوانكم وجيرانكم وأولادكم وأزواج أولادكم وأخواتكم وقلتم سمعنا كذا وجرى كذا ...
ومن ذلك النصح في قراءة القرآن كما سمعتم، فيقرأه قراءة المتدبر المتعقل المحب لكتاب الله؛ لأنه كلام الله ، فهو كلامه أنزله رحمة للعالمين؛ ليفقهه الناس، ليعملوا به، ليبلغوه الناس، فينصح في عباداته لله غاية النصح، ومن ذلك في القراءة، وبذلك يعمر القلب ...
ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا سقط الوجوب عن زيد أو عمرو لأنه يخاف أو عاجز بسبب ضعفه وعدم مبالاة الناس به وأنهم لا يبالون بنهيه وأمره أو لأنه مثلا ممنوع من إنكاره باليد أو ممنوع من إنكاره باللسان يكون عذرًا له؛ لأنه لا يستطيع، لكن لو أنه صبر وتبرع وأنكر المنكر ...
وسمعتم ما قد يتعلق به ويتشبث به بعض الناس، ويقول: إذا اهتديت في نفسي فلا علي، سمعتم ما ذكر الله في ذلك، وما قاله الخليفة الراشد أبو بكر الصديق ، أفضل الصحابة وخيرهم، وأفضل الناس بعد الأنبياء- في قوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ ...
أما ما أفاض فيه الشيخ محمد بن حسن الدريعي من المعاصي الموجودة، وما حصل من الخلل في المدارس بسبب ضعف المناهج بسبب كثرة المدرسين الذين عندهم شيء من الانحراف، وبأسباب مدرسين آخرين تعلموا في الخارج، وهم من أبناء جلدتنا درسوا في الخارج وتغيرت أحوالهم، وتغير ...
فالواجب على المؤمن أن ينكر بيده مع القدرة، ثم اللسان، ثم القلب، وبهذا المعنى جاء الحديث الثاني حديث ابن مسعود يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف ...
ولما ذكر سبحانه صفات عباد الرحمن قال في آخرها: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان:72] يعني: لا يحضرون المنكر، ولا يشهدون بالزور الذي هو المنكر، فهم لا يحضرون المنكرات والمحرمات؛ لأن إيمانهم بالله يمنعهم من حضور المنكرات والفساد، كما يمنعهم ...
فإن الناس إذا تكاتفوا في الخير وتعاونوا على البر والتقوى فازوا بالأجر العظيم، وفازوا بالنجاة في الدنيا والآخرة، وإذا تخاذلوا عمتهم العقوبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثبت عنه ﷺ أنه قال: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه، ...
كذلك أمر ثالث وهو من سأل عن ما جاء في الحديث أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين، وهو حديث صحيح من حديث جرير، وما روي عن النبي أنه قال: من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله، وبين الحديث الآخر الذي فيه مر ﷺ في المدينة على مجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة القيمة المفيدة في موضوع عظيم كما قال المحاضر صاحب الفضيلة الشيخ محمد المنيعي، وهو موضوع الأمر بالمعروف ...
الواجب على جميع المسلمين ذكورهم وإناثهم أغنيائهم وفقرائهم حكامهم ومحكوميهم أن يؤدوا واجبهم في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يبدؤوا بأنفسهم، وأن يحاسبوها، فمتى قام كل إنسان بما يستطيع وحاسب نفسه وجاهدها لله نجح وأفلح وعظم ...
ولا يخفى اليوم أن الناس في أشد الحاجة إلى الدعوة إلى الله، وأن الكفاية ليست حاصلة، الكفاية اليوم ليست حاصلة، فالعلماء قليلون، والناس كثيرون، العلماء الصالحون العلماء المخلصون العلماء الصادقون بالنسبة إلى كثرة الناس هم قليل، والحاجة عظيمة في مشارق ...
ولا يخفى على الجميع ما تأتي به وسائل الإعلام من الخطر العظيم، وغير وسائل الإعلام، ولاسيما أيضًا ما يذكر من وجود الأقمار الصناعية التي تحمل البلاء من كل مكان، فإن الواجب أن يعد لهذا عدته، وأن تتخذ الدولة والمسؤولون ما يجب لحماية المسلمين من الشرور التي ...
هكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض من الفروض دائمًا دائمًا، وهو من أهم الشكر لله جل وعلا، ومن أعظم الأسباب في حفظ النعم وزوال النقم أن تكون أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر أينما كنت في بيتك وفي الطريق ومع جيرانك وفي الأسفار، ليس الأمر مقصورًا على ...