قوله: "والجنَّة حقّ، والنار حقّ" أي: وشهد أنَّ الجنةَ التي أخبر بها اللهُ تعالى في كتابه أنه أعدَّها للمُتقين حقٌّ، أي: ثابتة لا شكَّ فيها، وشهد أنَّ النار التي أخبر بها تعالى في كتابه أنه أعدَّها للكافرين حقٌّ كذلك ثابتة، كما قال تعالى: سَابِقُوا ...
قال المصنف: عن حصين بن عبدالرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جبير، فقال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟ فقلتُ: أنا. ثم قلتُ: أما إني لم أكن في صلاةٍ، ولكني لُدغتُ. قال: فما صنعتَ؟ قلت: ارتقيتُ. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشَّعبي. قال: وما ...
قال المصنف رحمه الله تعالى: وعن ابن مسعودٍ : أن رسول الله ﷺ قال: مَن مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار رواه البخاري.
قال ابنُ القيم رحمه الله: "النِّد: الشَّبيه، يُقال: فلان ندّ فلان، ونديده، أي: مثله وشبهه". اهـ.
قال تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا ...
فكل مَن دعا ميتًا أو غائبًا من الأنبياء والصَّالحين، أو دعا الملائكة، فقد دعا مَن لا يُغيثه، ولا يملك كشف الضُّر عنه ولا تحويله". اهـ.
وفي هذه الآية ردٌّ على مَن يدعو صالحًا ويقول: أنا لا أُشرك بالله شيئًا، الشِّرك: عبادة الأصنام.
قال: وقوله: وَإِذْ ...
باب: من الشِّرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
قوله: "باب من الشِّرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه".
رفعه: إزالته بعد نزوله.
دفعه: منعه قبل نزوله.
قال: "وقول الله تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ ...
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
الحمد لله الذي تتابعت على خلقه نعمه، وترادفت لديهم مِنَنُه، وتكاملت فيهم حججه، بواضح البيان، وبين البرهان، ومحكم آي الفرقان: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29].
وصلى ...
القول في صفة المُستحق القتل أنه بالله عارفٌ المعرفة التي يزول بها عنه اسمُ الكفر.
قال أبو جعفر: لن يستحق أحدٌ أن يُقال له: إنه بالله عارفٌ المعرفة التي إذا قارنها الإقرارُ والعملُ استوجب به اسم الإيمان، وأن يُقال له: إنه مؤمنٌ، إلا أن يعلم بأنَّ ربه ...
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئل شيخُ الإسلام، العالم الرَّباني: تقي الدِّين أبو العباس أحمد ابن تيمية، وذلك في سنة ثمانٍ وتسعين وستمئة، وجرى بسبب هذا الجواب أمورٌ ومحنٌ، وهو جواب عظيم النَّفع جدًّا.
فقال السائل: ما قول السَّادة الفقهاء ...
وروى البيهقي وغيره بأسانيد صحيحةٍ، عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: هذه الأحاديث التي يقول فيها: ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره، وأنَّ جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربُّك قدمه فيها، والكرسي موضع القدمين، وهذه الأحاديث في الرؤية هي عندنا حقّ، حملها الثِّقات ...
فعلى المؤمنين -خاصَّتهم وعامَّتهم- قبول كل ما ورد عنه عليه السلام بنقل العدل عن العدل حتى يتَّصل به ﷺ، وإنَّ مما قضى الله علينا في كتابه، ووصف به نفسه، ووردت السنةُ بصحة ذلك؛ أن قال: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [النور:35]، ثم قال عقيب ...
ويرون مُجانبة كل داعٍ إلى بدعة، والتَّشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، والنَّظر في الآثار، والنظر في الفقه، مع الاستكانة والتَّواضع وحُسن الخلق، مع بذل المعروف وكفِّ الأذى، وترك الغيبة والنَّميمة والشِّكاية، وتفقد المآكل والمشارب.
قال: فهذه ...
وقد صنَّف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه: "تنزيه أئمة الشريعة عن الألقاب الشَّنيعة"، ذكر فيه كلام السلف وغيرهم في معاني هذا الباب، وذكر أنَّ أهل البدع كل صنفٍ منهم يُلقِّب أهلَ السنة بلقبٍ افتراه، يزعم أنه صحيح على رأيه ...
القول في الاختلاف الأول:
قال أبو جعفر: ونحن مُبتدئون القول الآن فيما تنازعت فيه الأئمَّة مما لا يُدرك علمه إلا سماعًا وخبرًا.
فأول ذلك أمر الخلافة: فإنَّ أول اختلافٍ حدث بعد رسول الله ﷺ بين الأمة فيما هو من أمر الدِّين مما ليس بتوحيدٍ، ولا هو من أسبابه ...
القول في الاختلاف الثالث:
قال أبو جعفر: الثالث بعد ذلك: الاختلاف في أفعال الخلق.
(أ) فقالت فرقةٌ ممن ينتحل جملة الإسلام: ليس لله في أفعال خلقه صنعٌ غير المعرفة التي أعطاها للفعل، كما أعطاهم الجوارح التي بها يعملون، ثم أمرهم ونهاهم، فمَن شاء منهم ...
القول في الاختلاف السادس:
قال أبو جعفر: ثم كان الاختلافُ السادس، وذلك الاختلاف في زيادة الإيمان ونقصانه:
(أ) فقال بعضهم: الإيمان يزيد وينقص، وزيادته بالطاعة، ونقصانه بالمعصية.
قالوا: وإنما جازت الزيادةُ والنقصان عليه؛ لأنه معرفةٌ وقولٌ وعملٌ، ...