التفسير

لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم

ج: الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء، حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات ...

الجمع بين: سحر النبي، وبين: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}

الجواب: هذا ثبت في الحديث الصحيح أنه في المدينة بعدما استقر الوحي، واستقرت الرسالة، وقامت دلائل النبوة، وصدق الرسالة، ونصره الله على المشركين، وأذلهم، تعرض له بعض اليهود، يقال له: لبيد بن الأعصم، تعرض له بعض اليهود بأشياء؛ صار يخيل إليه أنه فعل ...

الجمع بين آية التعدد وبين: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا}

الجواب: تقدم الجواب عن هذا، وأن الاستطاعة لا يمكن أن يقوم الإنسان بذلك، لكن عليه المستطاع، عليه ما يقدر، أما الحب -حب الإنسان في قلبه- فقد يحب هذه أكثر، وقد يجامع هذه أكثر، وقد يأنس بكلامها أكثر، فليس الأمر بيده، هذا يتعلق بالقلوب، وكان النبي يقسم بين ...

ما معنى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ}؟

الجواب: الله قال بعدها: فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ [النساء:129] المقصود أن الإنسان يتحرى العدل، ويجتهد في العدل، وقد يفوته بعض الشيء، فالذي لا يستطيعه يعفو الله عنه، من اجتهد، وبذل وسعه، واتقى الله، فما عجز عنه؛ ...

ما المقصود بالعطف في: {سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ}؟

الجواب: هذا الإتيان من الله، ورسوله، هذا لأن الإتيان من الله ورسوله، فالله -جل وعلا- يعطي، والرسول -هو النائب في هذا- هو يعطي بأمر الله، أمره الله أن يعطي من بيت المال ما شاء  وقال: إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [التوبة:59] ولا قال إلى الرسول، ...

المقصود بالذكر في قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي)

الجواب: يعني القرآن، ذكر الله القرآن، وما صحت به السنة، فمن أعرض عن الكتاب العزيز، والسنة المطهرة؛ ناله هذا الوعيد، -نعوذ بالله- فالواجب على المؤمن أن يتقي الله، ويأخذ بذكر الله، ويعمل به، ويستعين بالله على ذلك، ومن ذلك سنة النبي ﷺ فإنها تفسر الذكر، ...

معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً}

الجواب: هذا يدل على أنَّ الحُسن أهم، إحسان العمل أهم من كثرته، وإن كانت الكثرةُ مطلوبةً، لكن الأهم من الكثرة إحسان العمل. ولهذا قيل لأبي علي ابن الفُضيل بن عياض: يا أبا علي، ما معنى أحسن العمل؟ قال: "أخلصه وأصوبه"، قيل: ما أخلصه؟ وما أصوبه؟ قال: ...

معنى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا..)

الجواب:  الآية الكريمة فيها ذم هؤلاء، وتحذيرهم، وبيان أن الله لا يغفر لهم، وقد فسر العلماء أن ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا [آل عمران:90] أي ثم استمروا في الكفر حتى الموت، يعني استمروا في الكفر، وزاد كفرهم حتى اتصل بالموت، فماتوا على كفرهم، وضلالهم؛ ...

الجمع بين: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} و«الطاعة في المنشط والمكره»

الجواب: ما بينهما اختلاف، بايع الرسول ﷺ على السمع والطاعة في كل أمورهم، في منشطهم ومكرههم وعسرهم ويسرهم أن يسمعوا ويطيعوا، ما هو معناه في الإكراه، معناه: أنهم يسمعون ويطيعون، ولو كان هذا الشيء يكرهونه، ويشق عليهم لأجل فقرهم، أو لأجل أسباب أخرى، ...

معنى قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}

الجواب: هذا ليس بشرطٍ، إنما هو وصفٌ أغلبيٌّ، يعني: تَعْظُم الفرضية والوجوب عند انتفاع الناس بالذِّكْرى، وإنما هو أمرٌ بالتذكير، عسى أن ينتفعوا، ولهذا جاء في الآيات الأخرى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى ...

من قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ...

من قوله: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ..)

وقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ أي: اعلموا أن بين أظهركم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظموه، ووقروه، وتأدبوا معه، وانقادوا لأمره، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم، كما قال تبارك وتعالى: ...

من قوله: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..)

ودعا رسول الله الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله ﷺ على الموت، وكان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول: إن رسول الله ﷺ لم يبايعهم على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفر، فبايع الناس، ولم يتخلف أحد من ...

من قوله: (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ..)

وقوله تبارك وتعالى: وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الفتح:21] أي: وغنيمة أخرى، وفتحًا آخر معينًا لم تكونوا تقدرون عليها، قد يسرها الله عليكم، وأحاط بها لكم، فإنه تعالى يرزق ...

من قوله: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ..)

وهذا ذكر الأحاديث الواردة في قصة الحديبية، وقصة الصلح: قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق بن يسار، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم رضي الله عنهما قالا: خرج رسول الله ﷺ يريد زيارة البيت لا يريد ...