وقد سمعتم كثيرًا من هذه الفوائد في كلام المشايخ، فوائد الجماعة والحضور في المساجد وما في هذا من الخير العظيم الديني والدنيوي للمصلين ولغير المصلين من هذا الاجتماع، يتعاونون على البر والتقوى، يتواصون بالحق، يشهد بعضهم بعضًا، ينصح بعضهم بعضًا، يسمعون ...

فلما غير الناس وتخلفوا عن العمل، وعملوا للدنيا، وتقسَّموا، وصارت الدنيا أقسامًا، كل جهة فيها منبر، وفيها خطيب، وفيها والي يدعو لنفسه، ويعمل لنفسه، وينصر من دين الله ما وافق هواه إلى غير ذلك، إلا من رحم الله، فلما انقسموا طمع فيهم الأعداء، ومزقهم الأعداء، ...

المشايخ أوضحوا ما ينبغي حول كتاب الله من جهة تعليم الأولاد، ومن جهة تعلم لإنسان وإقباله عليه، من جهة العناية بأهله وقراباته وجيرانه وإخوانه، كتاب الله فيه الهدى والنور، فينبغي لكل مؤمن أن يعنى بهذا الكتاب، وإذا كان لم يتعلمه فليتعلم، التعلم بابه مفتوح ...

وقد توعد الله سبحانه من بخل بالزكاة ولم يؤد حقها فقال : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ ...

ومن ذلك بدع رجب، وقد سمعتم من المشايخ ما يكفي، فإن بدعة صلاة الرغائب في رجب أحدثت بعد النبي  ﷺ بنحو أربعمائة، فهو بدعة متأخرة، وأحاديثها كلها باطلة، الأحاديث التي فيها -صلاة الرغائب في رجب أول ليلة من رجب، أول ليلة جمعة من رجب أحاديثها- باطلة موضوعة ...

فالناسي يذكر والجاهل يعلم، فتكون الفائدة عامة للجميع، ومن المصائب الإعراض عن حلقات العلم، وعن سماع الخطب في الجمع وغيرها، فيزداد الجاهل جهلًا، وتستحكم على الناس الغفلة، فتمرض القلوب وتعرض عن ذكر الله، وتصد عن الحق بسبب تواصل الغفلات والذنوب والسيئات ...

وقد علمتم من الندوة ما فيه الخير والبركة، فهي ندوة مباركة وافية، قد أوضح فيها ما ينبغي، قد أوضح المشايخ شرعية زيارة القبور، وأنها سنة، شرع الله زيارة القبور للذكرى، لذكر الآخرة، ذكر الموت والزهد في الدنيا، هذا المقصود من شرعية الزيارة، أن يتذكر المؤمن ...

وفي قصة فاطمة أيضًا بقية لم يكملها الشيخ مصطفى، وهي بقية فيها خير وفيها فائدة عظيمة، فاطمة كانت تعمل في بيتها، وتقوم بحاجات البيت؛ حتى مجلت يداها من الطحن، وتعبت من ذلك، فجاء إلى النبي ﷺ وجاءه سبي من بعض السبي فجاءت تسأله خادمًا، يعني جارية تعينها على ...

هكذا المسلمين فيما بينهم، وهكذا قوله عليه الصلاة والسلام: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، خرجه الشيخان، وهكذا قوله عليه الصلاة والسلام: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه خرجه مسلم في صحيحه، ...

ومما وقع في الناس أيضًا ما نبه عليه أحد المشايخ من وجود القراءة عند الموتى في المقابر، وهذا أيضًا لا أصل له، وما جاء فيه من الأخبار فهو شيء موضوع لا أساس له، فالقراءة على الموتى في المقابر كل هذا باطل، كذلك القراءة عند دفن الميت، وبعضهم أيضًا أحدث بدعة ...

ثم هذه الليلة قد نسيها الناس، قد نسيت ما يعرفها الناس وما يروى في أنها في السابع والعشرين من رجب حديث باطل غير صحيح عند أهل العلم، فهي لا تعرف، هل هي في رجب؟ أو في ربيع؟ أو في غير ذلك نعم؟ تم فيها الإسراء في الليلة في الليل، ولكن ما هي هذه الليلة، قد اقتضت ...

ومما جاء في ذلك عن النبي  ﷺ أن قال -لما بعث معاذا إلى اليمن قال-: ادعهم إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من ...

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة: ...

كذلك ما يتعلق بالبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها وتجصيصها عرفتم أنه بدعة، والرسول نهى عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، والبناء عليها، لا يقعد عليها ولا يجلس عليها، ولا توطأ القبور، ولكن يجب أن تصان عن ذلك، ولا يُبْنى عليها المساجد، ولا قباب، ...

وإذا كان ما هناك طائفة فهو مسؤول عما تقوم به الطائفة، هذا الرئيس هذا الأمير هذا شيخ القبيلة، وهكذا الأعيان معه يساعدونه ويعينونه في أداء الواجب، وبهذا تصلح الأمور وتستقيم أحوال المجتمعات على الحق والهدى، فإذا أهمل الرؤساء والأعيان ولم يقوموا بحق الرعاية ...