ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون، وأبي بن خلف خرجه الإمام أحمد وغيره بإسناد حسن قال بعض أهل العلم في هذا الحديث: إنما يحشر مضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة الكبار الدعاة إلى النار يحشر معهم لأنه شابههم في أعمالهم الخبيثة، فالذي ضيعها من أجل الرياسة والملك والسلطان قد شابه فرعون، فإنه شغله كبره وملكه وعلوه في الأرض حتى كذب موسى، وطغى وبغى، فأهلكه الله، فيحشره معه من شابهه يوم القيامة إلى النار.
وإنما يحشر من ضيع الصلاة مع هامان وزير فرعون إذا شغله عنها الوظيفة والوزارة وأعمال الوزارة، فإنه يحشر مع هامان وزير فرعون إلى النار لكونه شابهه باشتغاله بالوزارة وحق الرياسة على طاعة الله ورسوله، وإنما يحشر من ضيعها من أجل المال والشهوات مع قارون؛ لأنه شابهه في ذلك، فقارون شغل بالمال والشهوات، وتكبر عن الحق، وطغى، وعصى نبي الله موسى، فخسف الله به وبداره الأرض، وصار إلى النار، فمن شابههم باشتغاله بالشهوات والمآكل والمشارب والمراكب ونحو ذلك حشر معه إلى النار، نعوذ بالله، ومن شغل عن الصلاة بالبيع والشراء والمعاملات والأخذ والعطاء والدفاتر وغير ذلك فقد شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة فيحشر معه إلى النار، نعوذ بالله، وإذا كانت الصلاة هذا شأنها وهذا عظمها وخطرها فالزكاة أيضا شأنها عظيم، وهي أختها وقرينتها، فمن شغل عنها بالبخل وحب المال حشر مع أعداء الله الذين آثروا المال على طاعة الله ورسوله.