وقد سمعتم من الأستاذ محمد حسن الدريعي كلمة وهي مهمة وهي أن هذه الندوة وأشباهها وهكذا المحاضرات في هذا المسجد وفي غيره ليست خاصة بأبناء هذه البلاد السعودية لا، المقصود منها نصيحة الجميع، نصيحة من سمعها من سعودي من يمني من شامي من عراقي من أمريكي من غير ذلك من أي جهة كانت، من سمع هذه الندوات أو المحاضرات في أي مكان في المملكة العربية السعودية أو في غيرها فالنصائح ليست لأحد معين، النصائح قال الله وقال رسوله للأمة كلها، النصائح للأمة كلها، فالواجب على كل إنسان يسمع الفائدة أن يجتهد في تطبيقها والقيام بالعمل في أي مكان، في بلاده وفي غير بلاده حسب طاقته حسب قدرته، سواء كان في اليمن في الشام في أمريكا في إنجلترا في فرنسا في العراق في أي مكان يجتهد لعل الله يهدي به، يقول النبي ﷺ في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب أنه قال له لما بعثه إلى خيبر: فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم، ويقول ﷺ في الحديث الآخر: من دل على خير فله مثل أجر فاعله من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، والعكس كذلك من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
فاتق الله يا عبد الله واحرص على الفائدة، وعلى العمل، سواء سمعتها في الجامع الكبير هنا، في المسجد الحرام، في المسجد النبوي، في اليمن، في صنعاء، في أي مكان، في الشام، في الأردن، في أي مكان سمعت الفائدة فخذها، وانتفع بها، واعمل بها إذا عرفت أنها حق من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؛ لأنك مطلوب أنت من الأمة، المسلمون شيء واحد ......، أينما كانوا لا فرق بين جنوبيهم وشماليهم وشرقيهم وغربيهم أينما كانوا، الجنسيات هذه لا قيمة لها، الجنسية العامة هي الإسلام تعم الجميع أينما كانوا.