بعد هذا رسالة بعث بها المستمع هاني عبيد الحسين من الجمهورية العربية السورية محافظة حماة، أخونا له قضية يقول فيها: إنني أعاني من مرض في أنفي، ويدعى الجيوب، وإنني لا أستطيع الأكل إذا لم أستعمل دواءً يسمى ..... والقصد من ذلك هو أنني في العام الماضي، وفي شهر الصيام صمت نهارًا، وعندما حل الفطر لم أستطع أكل لقمة واحدة بسبب عدم استخدام الدواء؛ لأنه يفتح المجاري التنفسية، ويسهل للمرء أن يأكل بحرية، ولم أستطع صيام الشهر الماضي بسبب ذلك المرض، وإني أخاف الله العظيم ولا أريد أن أعصيه بشيء، فهل يجوز لي استخدام الدواء قبل حلول الفطر بحوالي نصف ساعة، وهي قطرة في الأنف، واعلموا أني مضطر إلى ذلك، وإذا لم أستخدمه لا أستطيع الصوم، وهذا المرض يجرى له عملية جراحية، ولكن لا توجد لدي تكاليف العملية الجراحية، وإذا انتظرت إلى حلول الفطر ووضعت القطرة؛ فإني سأبقى مدة حوالي نصف ساعة حتى أستطيع الطعام، وأنا أعلم أن تعجيل الفطر واجب، فما هو توجيه سماحة الشيخ؟ هل أستطيع استعمال القطرة الأنفية قبل حلول الفطور بنصف ساعة؛ لأني مضطر؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
ليس لك ذلك، ولو أخرت، ليس لك ذلك، ولو أخرت الإفطار والحمد لله، فأنت تؤخر حتى تكمل صومك فإذا كملت صومك فالحمد لله؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام؛ أخبر أن الأنف منفذ، ولهذا قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا فالأنف منفذ للماء والقطرات، فأنت أجل هذا الاستنشاق بالأنف بالقطرة؛ حتى يدخل الوقت، يعني: حتى تغيب الشمس، إلا إذا كان فيه قطرة خفيفة لا تصعد، ولا تنزل .... في الأنف فقط من غير صعود إلى الدماغ، ولا نزولًا إلى الحلق، وهذا لا يمكن أن تكون، يعني: القطرة لابد أن يكون لها نفوذًا.
فالحاصل ما دام لها نفوذ في الدماغ، أو نزول؛ فأجلها حتى تغيب الشمس، ولو تأخرت، والحمد لله.
المقدم: بارك الله فيكم، يقول: إنه سيتأخر نصف ساعة؟
الشيخ: لا يضر ولو ساعة، والحمد لله.
المقدم: إذًا: على أخينا أن يصوم، وإذا ما أذن المغرب؛ فعليه أن يستعمل القطرة، وبعد نصف ساعة يأكل ويشرب.
الشيخ: الحمد لله، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خير الجزاء.