هل يؤاخذ الأبن على عصيانه لوالديه قبل بلوغه للحلم.

السؤال:

يسأل أخونا أيضًا سؤالًا آخر ويقول: على حياة والدي -رحمه الله- وعندما كنت صغيرًا لم أتجاوز الرابعة عشرة من عمري، كنت أغضبه، ولم أكن أستمع لكلامه، فهل يعتبر هذا عقوقًا؟ وهل عليَّ كفارة؟ لأنني أخشى أن يكون توفي وهو غاضب علي، أرجو الإفادة جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

نعم هذا من العقوق إلا إذا أمرك بشيء لا يجوز شرعًا فخالفته، ليس هذا من العقوق؛ لأن الطاعة في المعروف لا في المعصية، فإذا عصيت والدك في المعروف هذا عقوق، وإذا أمرك بالصلاة، ولم تصل فهو عقوق، وإذا أمرك ببر والدتك وأبيت فهذا عقوق، وإذا نهاك عن سب الناس، وعن ظلم الناس وأبيت هذا عقوق ومعصية أيضًا لله .

فالخلاصة أنه إذا أمرك بما ينفعك، ونهاك عن ما يضرك، أو أمرك بما ينفعك ولا مشقة عليك، بل تستطيع ذلك، فمخالفته عقوق، وسبه عقوق.

أما إذا كان ذلك في معاصي الله فإنه لا يجوز لك أن تطيعه في معاصي الله، إذا قال لك: لا تصل في الجماعة ما يلزمك طاعته، أو قال لك: اشرب الخمر، ما يلزمك طاعته، أو قال لك: استعمل الدخان ليس لك طاعته بهذا؛ لقول النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف وقوله -عليه الصلاة والسلام-: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وعليك أن تستغفر الله، وتتوب إليه مما قصرت في حق والدك، وإذا كنت لم تبلغ الحلم فالأمر أسهل، إذا كنت حين معصيتك له صغير، لم تبلغ الحلم، فالأمر أسهل، ولكن مع هذا كله تدعو له كثيرًا تستغفر له كثيرًا، وتتصدق عليه إذا استطعت، وتستغفر الله من تقصيرك؛ لأنك قد تكون تساهلت في ذلك بعد الحلم، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة