الجواب:
لا يعذر بذلك، مقام التوحيد لا يعذر فيه بالجهل ما دام بين المسلمين، ليس في فترة من الزمان، ولا في محل بعيد عن أهل الإسلام، بل بين المسلمين، لا يعذر في التوحيد، بل متى وقع الشرك منه أخذ به، كما يقع الآن في مصر والشام ونحو ذلك من بعض البلدان، عند قبر البدوي وغيره.
فالواجب على علماء الإسلام أن ينبهوا الناس، وأن يحذروهم من هذا الشرك، وأن يعظوهم، ويذكروهم في المساجد وغيرها، وعلى الإنسان أن يطلب العلم، ويسأل ولا يرضى بأن يكون إمعة لغيره، بل يسأل، والله يقول سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].
فلا يجوز للإنسان أن يبقى على الكفر والشرك؛ لأنه رأى الناس على ذلك ولا يسأل ولا يتبصر، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: إن أبي وأباك في النار لمن سأله عن أبيه، قال: إن أباك في النار فلما رأى تغير وجهه قال: إن أبي وأباك في النار -وأبوه مات في الجاهلية- رواه مسلم في الصحيح؛ لأنهم كانوا على شريعة تلقوها عن خليل الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهي التوحيد.
وأمه -عليه الصلاة والسلام- ماتت في الجاهلية، واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له، واستأذن أن يزورها فأذن له، فدل ذلك على أن من مات على كفر لا يستغفر له، ولا يدعى له، من كان في الجاهلية، فكيف إذا كان بين مسلمين، وبين أهل التوحيد، وبين من يقرؤون القرآن، ويسمع أحاديث رسول الله ﷺ هو أولى بأن يقال في حقه: إنه كافر، وله حكم الكفار.
وكثير منهم لو سمع من يدعوه إلى توحيد الله، وينذره من الشرك لأنف واستكبر، وخاصم، أو ضارب على دينه الباطل، وعلى تقليده لأسلافه وآبائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على كل إنسان مكلف أن يسأل، ويتحرى الحق، ويتفقه في دينه، ولا يرضى بمشاركة العامة، والتأسي بهم في كفرهم وضلالهم وأعمالهم القبيحة.
وعليه أن يسأل العلماء، ويعتني بأهل العلم عما أشكل عليه من أمر التوحيد وغيره: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.