حكم من مات على كبيرة وهو جاهل بذلك

السؤال: المستمع عوض فرح بعث يسأل ويقول: هل يعذر الشخص بالجهل إذا فعل فعلًا مكفرًا وهو كبيرة من الكبائر بل من أكبرها، وجهونا حول هذا الموضوع، وكيف نقارن بين هذا وبين قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]؟

الجواب: لا يعذر في اقتراف المعاصي وهو بين المسلمين، في إمكانه أن يسأل أهل العلم ويتبصر، لا يعذر بالتساهل، وعليه أن يتوب إلى الله من ذلك ويبادر بالتوبة من المعصية، والمعصية تختلف إن كانت كفر كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات أو سب الدين أو ترك الصلاة هذه عليه التوبة إلى الله جل وعلا والمبادرة بالتوبة والله يتوب على التائبين، أما إن كانت المعصية ليست كفر مثل التدخين وشرب المسكر أكل الربا هذه معاصي، فالواجب عليه البدار بالتوبة، والاستغفار والندم والإقلاع، والعزم أن لا يعود في ذلك، وإن مات عليها فهو تحت المشيئة، مثلما قال : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، إذا مات على المعصية، مات وهو يأكل الربا، أو مات وهو يشرب الخمر لكنه مسلم يصلي ومسلم فهذا تحت مشيئة الله، أو مات وهو عاق لوالديه، أو مات وهو قد زنى أو ما أشبه ذلك تحت مشيئة الله، إن شاء الله سبحانه غفر له، وإن شاء عذبه على قدر المعصية التي مات عليها، إذا كان غير تائب، ما تاب، أما إذا كان تاب فالتوبة تجب ما قبلها والحمد لله، لأن التائب لا ذنب له، أما لو مات على الزنا ما تاب أو على العقوق لوالديه ما تاب، أو على شرب المسكر ما تاب أو نحو ذلك فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء الله جل وعلا غفر له فضلاً منه وإحساناً منه جل وعلا، وإن شاء عذبه على قدر المعصية التي مات عليها، وبعد التعذيب والتطهير يخرجه الله من النار إلى الجنة إذا كان مات مسلم موحد، لا يخلد في النار إلا الكفار، لكن هذا الذي دخل النار بمعصيته إذا عذب التعذيب الذي أراده الله يخرجه الله من النار إلى الجنة بتوحيده وإيمانه الذي مات عليه، لا يخلد في النار إلا الكفرة نسأل الله العافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
فتاوى ذات صلة