المقصود بالطرق الصوفية وحكمها

السؤال: تسأل الأخت (ب. س) من الجزائر من قرية تماسين تقول: ما حكم الطرق في الإسلام، علماً أنني سألت بعض الأساتذة فقال: هي حرام، وقال البعض الآخر: ليست فرضاً ولا حراماً أرجو الإجابة الواضحة وفقكم الله؟

الجواب: هذا السؤال مجمل طرق مجمل، فإن كانت السائلة تريد طرق الصوفية فهي منكرة وبدعة وبعضها كفر وبعضها بدعة وليس بكفر؛ لأن الطريق الذي يجب سلوكه هو طريق محمد ﷺ، طريق نبينا محمد ﷺ، قال الله جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153] وقال : وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:155] وقال جل وعلا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] فالواجب على أهل الإسلام أن يسيروا على نهج محمد ﷺ، وأن يستقيموا على سيرته ودينه، قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31].
فصراط الله المستقيم هو ما جاء به نبينا محمد ﷺ، وهو طريق المنعم عليهم المذكورين في قوله جل وعلا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:6-7] وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، المذكورون في قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا [النساء:69].
هذا هو الطريق السوي، أما طرق الصوفية ففيها الشرك كعبادة بعض شيوخهم، والاستغاثة ببعض شيوخهم، وكهجرهم ببعض علوم السنة ويقول: حدثني قلبي عن ربي، ولا يعترف بالشرع الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، إلى غير هذا من بدعهم الكثيرة، وكفعل بعضهم مع المريدين يقول: عليك أن تسلم للشيخ حاله ومراده وأن لا تعترض عليه، وأن تكون معه كالميت بين يدي الغاسل، فهذه كلها طرق فاسدة كلها ضالة.
أما إن أراد بالطرق الطرق يعني: الخط في الأرض أراد بذلك الخطوط الأرضية الذي يخطها المشعوذون والرمالون ويدعون بها علم الغيب فهذا منكر آخر وهو لا يجوز، وهو من الشرك الأكبر إذا فعل الخطوط في الأرض، وزعم أنه يعلم الغيب بذلك، وأنه يخبر بالغيب بهذا العمل، فهذا من الشرك الأكبر ومن دعوى علم الغيب نعوذ بالله. نعم.
فتاوى ذات صلة