الجواب: أجاز هذا جمع من أهل العلم، وأنه لا بأس؛ واحتجوا أن النبي ﷺ قال للرعاة : أن يؤخروا اليوم الحادي عشر ويرموه مع الثاني عشر، قالوا: هذا جنس تأخير لعذر الرعاة، وإذا كان الرعاة يعذرون بسبب الإبل رعاية الإبل فكون الإنسان يعذر بسبب خوفه على نفسه الهلكة أولى وأولى، فنفس الإنسان أغلى وأرفع من نفس الإبل، فإذا كانت الرعاية للإبل ومصلحة الإبل ومصلحة الحجيج من أجل إبلهم تجعل الرعاة يرمون ليلًا ويرمون متأخرين فخوف الإنسان على نفسه من باب أولى أن يكون عذرًا؛ ولهذا أجاز جمع من أهل العلم أن يؤخر الرمي إلى اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر ثم يرمي الحاج بالترتيب، يبدأ بيوم العيد ثم الحادي عشر ثم الثاني عشر ثم الثالث عشر إن تأخر عنه، كل هذا لا حرج فيه إن شاء الله ولا بأس.
وهكذا كون الإنسان يوكل في الرمي لعجزه وضعفه وخشيته على نفسه كل هذا من باب رعاية المصالح العامة، ودفع الضرر العظيم؛ لأن قاعدة الشريعة: دفع الضرر، لا ضرر ولا ضرار، ورعاية المصالح العامة، ومعلوم أن اجتماع النساء والرجال فيما بين الزوال إلى غروب الشمس عند زحمة الحج، فيه الأخطار العظيمة، فإذا رئي ذلك وسمح للمرأة بالتوكيل وللشيخ الكبير ونحوه صار في هذا فرج للجميع وتيسير للجميع. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
حكم تأخير رمي الجمرات إلى اليوم الثالث عشر
السؤال: في هذا الوقت يكثر الزحام في الحج ويحصل أضرار عظيمة، فهل يجوز للحاج أن يؤخر الرمي حتى اليوم الثالث عشر ويرمي عن الأيام الماضية؟