الجواب:
هذا يسأل عمَّا جاء في الحديث الصحيح: أنَّ النبي ﷺ قال: إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، يقول أنَّ بعض الناس قد يتعلق بهذا ويقول: إن المُعول على القلب، وأن العمل لا معولَ عليه، ولهذا إذا نُصح وقيل له: اتَّقِ الله، قال: "الإيمان في القلب"، هكذا يقول بعضُ الناس، فإذا نصحته عمَّا يحصل منه من المعاصي، من التَّساهل بالصلاة، أو البخل بالزكاة، أو غير هذا، أو حلق لحيته، أو إسبال ملابسه، أو تعاطيه المُسكر، أو ما أشبه ذلك؛ قال: "الإيمان في القلب".
وهذا الاحتجاج بهذا الكلام حُجَّة شيطانية باطلة، فإنَّ القلب هو الأساس، فمتى صلح القلبُ صلحت الأعمالُ، كما سمعت في الحديث الآخر، فلو كان الإيمانُ في القلب صحيحًا موجودًا لمنعك من هذه المعاصي، ولكنه ضعيفٌ أو معدومٌ.
ثم في الحديث نفسه قال: ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فجعل العملَ مع القلب، هكذا رواه مسلم في "الصحيح"، فلم يقل العمل قال: ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
وفي حديث النعمان المتقدم قال: في القلب مُضْغَةٌ، إذا صلحت صلح الجسدُ كلُّه بالعمل الصالح، فإذا صلح القلبُ صلح البدن، فانقادت الجوارح لطاعة الله، وانكفَّت عن محارم الله، هذا هو الصلاح، فإذا كان الجسدُ لم يصلح فهذه علامة أنَّ القلب لم يصلح، وأنَّ الإيمان فيه معدومٌ أو مريضٌ مدخولٌ ضعيفٌ.
والإيمان يزيد وينقص، وهو قولٌ وعملٌ عند أهل السنة والجماعة، والله يقول: وَقُلِ اعْمَلُوا [التوبة:105]، ويقول: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]، ما قال بإيمانكم فقط، قال: بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، فالإيمان قولٌ وعملٌ، والصلاة عملٌ، والزكاة عملٌ وهكذا، فالواجبات التي فرضها الله من الإيمان، وترك المحارم من الإيمان.
فالواجب على العبد أن يتَّقي الله، وأن يحذر التَّعلقات التي تضرُّه وتُغضب الله عليه، فإيمانك إذا صحَّ في قلبك حملك على أداء الفرائض، وعلى ترك المحارم، ومتى وُجد منك الخللُ في بعض الواجبات، أو ركوب بعض المحارم، فذلك دليلٌ على ضعف إيمانك، وكلما زاد الضَّعفُ صار الخطرُ أكبر، وربما توالى حتى يزول الإيمانُ بالكلية.
وهكذا المعاصي: كلما زادت ضعف القلبُ، وضعف الإيمان، وربما جرَّه ذلك إلى الانسلاخ من الإيمان بناقضٍ من نواقض الإسلام، فإنَّ المعاصي بريد الكفر، كالمرض بريد الموت.
فالواجب على المسلم أن يتَّقي الله، وأن يحذر الشيطان والهوى، ويتباعد عن محارم الله ويحذرها، وأن يجتهد في أداء ما أوجب الله، فهذا هو الدليل على صلاح القلب.
وهذا الاحتجاج بهذا الكلام حُجَّة شيطانية باطلة، فإنَّ القلب هو الأساس، فمتى صلح القلبُ صلحت الأعمالُ، كما سمعت في الحديث الآخر، فلو كان الإيمانُ في القلب صحيحًا موجودًا لمنعك من هذه المعاصي، ولكنه ضعيفٌ أو معدومٌ.
ثم في الحديث نفسه قال: ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فجعل العملَ مع القلب، هكذا رواه مسلم في "الصحيح"، فلم يقل العمل قال: ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
وفي حديث النعمان المتقدم قال: في القلب مُضْغَةٌ، إذا صلحت صلح الجسدُ كلُّه بالعمل الصالح، فإذا صلح القلبُ صلح البدن، فانقادت الجوارح لطاعة الله، وانكفَّت عن محارم الله، هذا هو الصلاح، فإذا كان الجسدُ لم يصلح فهذه علامة أنَّ القلب لم يصلح، وأنَّ الإيمان فيه معدومٌ أو مريضٌ مدخولٌ ضعيفٌ.
والإيمان يزيد وينقص، وهو قولٌ وعملٌ عند أهل السنة والجماعة، والله يقول: وَقُلِ اعْمَلُوا [التوبة:105]، ويقول: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]، ما قال بإيمانكم فقط، قال: بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، فالإيمان قولٌ وعملٌ، والصلاة عملٌ، والزكاة عملٌ وهكذا، فالواجبات التي فرضها الله من الإيمان، وترك المحارم من الإيمان.
فالواجب على العبد أن يتَّقي الله، وأن يحذر التَّعلقات التي تضرُّه وتُغضب الله عليه، فإيمانك إذا صحَّ في قلبك حملك على أداء الفرائض، وعلى ترك المحارم، ومتى وُجد منك الخللُ في بعض الواجبات، أو ركوب بعض المحارم، فذلك دليلٌ على ضعف إيمانك، وكلما زاد الضَّعفُ صار الخطرُ أكبر، وربما توالى حتى يزول الإيمانُ بالكلية.
وهكذا المعاصي: كلما زادت ضعف القلبُ، وضعف الإيمان، وربما جرَّه ذلك إلى الانسلاخ من الإيمان بناقضٍ من نواقض الإسلام، فإنَّ المعاصي بريد الكفر، كالمرض بريد الموت.
فالواجب على المسلم أن يتَّقي الله، وأن يحذر الشيطان والهوى، ويتباعد عن محارم الله ويحذرها، وأن يجتهد في أداء ما أوجب الله، فهذا هو الدليل على صلاح القلب.