الجواب:
لا منافاة ولا مخالفة بين الحديثين، فقد سمعتُم الكلام في هذا.
حديث لا تُطروني يمنعنا من الغلو والزيادة، كأن نقول: إنه يعلم الغيب، هذا الإطراء: أنه يعلم الغيب، وأنه يُدعى من دون الله، ويُستغاث به بعد موته ﷺ، أو يقال: إنه يتصرف في الكون، أو يُدخل الجنة مَن يشاء، أو أنَّ الله خلق الخلق من أجله، كما يقول بعضُ الجهَّال وبعض الغالطين، فهذا من الغلو.
أما في حياته ﷺ فلا بأس أن يُستعان به فيما يقدر عليه، مثل غيره من المخلوقين، فالحي الحاضر القادر يُستعان به فيما يقدر عليه، تقول له: أعني على كذا، على نفقة العيال، أقرضني كذا، أعني من بيت المال على كذا، يا أخي، ساعدني على إصلاح سيارتي، على عمارة بيتي، على مزرعتي، لا بأس، مثلما قال الله في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].
أما بعد الوفاة: فلا النبي، ولا غيره، لا يُطلب منه شيءٌ، ولا يُطلب منه مددٌ، ولا الغوث، ولا يُطلب من البدوي، ولا من الشيخ عبدالقادر الجيلاني، ولا من الحسين، ومن فلان، كما يفعل عبادُ القبور، وكما تفعل الرافضة مع أهل البيت، هذا منكرٌ عظيمٌ، وشركٌ وخيمٌ، وعبادةٌ لغير الله، وغلوٌّ زائدٌ، ولكن في حياته يطلب منه الشفاعة يوم القيامة عند البعث والنشور، يطلب منه المؤمنون الشفاعة في أهل الموقف، هذا حقٌّ، أما في البرزخ في حال الموت فلا يُدعى، لا هو ولا غيره عليه الصلاة والسلام، ولا يُستغاث به، ولا يُنذر له كما تفعله الجُهَّال والغُلاة، لا، هذه مصيبةٌ عظيمةٌ وقع فيها كثيرٌ من الناس، حتى وقع فيها مَن يُنسب إلى العلم، ويُدعى بالعالم في كثيرٍ من الأمصار، ولا حول ولا قوة إلا بالله -نسأل الله السَّلامة.
وأما لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده.. الحديث، فهذا معناه: أنه يُحبه محبةً صادقةً، أهم من أنفسنا، ومن أولادنا، ما معنى هذا؟ يعني: نُقدم طاعته على طاعة أهوائنا، نُقدم طاعته ونُصلي في الجماعة وإن خالف هوانا، وإن كنا نُحبّ أن نستريح مع الأهل، أو في الأكل، أو في كذا وكذا، لا، نُقدم طاعة الرسول ﷺ؛ لأنَّ الواجب أن نُحبَّه فوق محبَّة أنفسنا، فنُطيعه فيما أمرنا به، وننتهي عمَّا نهى عنه وإن خالف أهواءنا وشهواتنا، وننفذ ما أوجب علينا، وما أمرنا به عليه الصلاة والسلام، سواء كان ذلك عن نشاطٍ منا، أو عن مشقَّةٍ، نصبر ونقوم بالواجب عن محبَّةٍ، وعن رغبةٍ، وعن امتثال.
الإنسان في بعض المرات يضعف: عند البرد، عند النوم، عند وجود بعض الناس عنده، لكن محبَّة الرسول ﷺ، بل ومحبَّة الله فوق ذلك؛ تُوجب عليه أن يُؤثر حقَّ الله على حقِّ الناس وعلى حقِّ النفس، وأن يُبادر بما أوجب الله، وإن أحبَّ الجلوس أو النوم أو شبه ذلك، يُقدّم طاعة الرب الواجبة على هوى نفسه: في النوم، أو في الأكل، أو في الجلوس مع فلان أو فلان، أو مع الزوجة، أو مع غيرها.
حديث لا تُطروني يمنعنا من الغلو والزيادة، كأن نقول: إنه يعلم الغيب، هذا الإطراء: أنه يعلم الغيب، وأنه يُدعى من دون الله، ويُستغاث به بعد موته ﷺ، أو يقال: إنه يتصرف في الكون، أو يُدخل الجنة مَن يشاء، أو أنَّ الله خلق الخلق من أجله، كما يقول بعضُ الجهَّال وبعض الغالطين، فهذا من الغلو.
أما في حياته ﷺ فلا بأس أن يُستعان به فيما يقدر عليه، مثل غيره من المخلوقين، فالحي الحاضر القادر يُستعان به فيما يقدر عليه، تقول له: أعني على كذا، على نفقة العيال، أقرضني كذا، أعني من بيت المال على كذا، يا أخي، ساعدني على إصلاح سيارتي، على عمارة بيتي، على مزرعتي، لا بأس، مثلما قال الله في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].
أما بعد الوفاة: فلا النبي، ولا غيره، لا يُطلب منه شيءٌ، ولا يُطلب منه مددٌ، ولا الغوث، ولا يُطلب من البدوي، ولا من الشيخ عبدالقادر الجيلاني، ولا من الحسين، ومن فلان، كما يفعل عبادُ القبور، وكما تفعل الرافضة مع أهل البيت، هذا منكرٌ عظيمٌ، وشركٌ وخيمٌ، وعبادةٌ لغير الله، وغلوٌّ زائدٌ، ولكن في حياته يطلب منه الشفاعة يوم القيامة عند البعث والنشور، يطلب منه المؤمنون الشفاعة في أهل الموقف، هذا حقٌّ، أما في البرزخ في حال الموت فلا يُدعى، لا هو ولا غيره عليه الصلاة والسلام، ولا يُستغاث به، ولا يُنذر له كما تفعله الجُهَّال والغُلاة، لا، هذه مصيبةٌ عظيمةٌ وقع فيها كثيرٌ من الناس، حتى وقع فيها مَن يُنسب إلى العلم، ويُدعى بالعالم في كثيرٍ من الأمصار، ولا حول ولا قوة إلا بالله -نسأل الله السَّلامة.
وأما لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده.. الحديث، فهذا معناه: أنه يُحبه محبةً صادقةً، أهم من أنفسنا، ومن أولادنا، ما معنى هذا؟ يعني: نُقدم طاعته على طاعة أهوائنا، نُقدم طاعته ونُصلي في الجماعة وإن خالف هوانا، وإن كنا نُحبّ أن نستريح مع الأهل، أو في الأكل، أو في كذا وكذا، لا، نُقدم طاعة الرسول ﷺ؛ لأنَّ الواجب أن نُحبَّه فوق محبَّة أنفسنا، فنُطيعه فيما أمرنا به، وننتهي عمَّا نهى عنه وإن خالف أهواءنا وشهواتنا، وننفذ ما أوجب علينا، وما أمرنا به عليه الصلاة والسلام، سواء كان ذلك عن نشاطٍ منا، أو عن مشقَّةٍ، نصبر ونقوم بالواجب عن محبَّةٍ، وعن رغبةٍ، وعن امتثال.
الإنسان في بعض المرات يضعف: عند البرد، عند النوم، عند وجود بعض الناس عنده، لكن محبَّة الرسول ﷺ، بل ومحبَّة الله فوق ذلك؛ تُوجب عليه أن يُؤثر حقَّ الله على حقِّ الناس وعلى حقِّ النفس، وأن يُبادر بما أوجب الله، وإن أحبَّ الجلوس أو النوم أو شبه ذلك، يُقدّم طاعة الرب الواجبة على هوى نفسه: في النوم، أو في الأكل، أو في الجلوس مع فلان أو فلان، أو مع الزوجة، أو مع غيرها.