الجواب:
أما ستر الرأس والبدن فهذا أمر لا خلاف فيه، يجب أن تستره عن جميع الأجانب، وهذا أمر معلوم، وإنما الخلاف بين أهل العلم في الوجه والكفين هل تسترهما عن الأجنبي، كأخي زوجها، وزوج أختها، وجيرانها، وبني عمها أم لا؟
والذي قامت عليه الأدلة الشرعية: أن الواجب ستر ذلك، وأن الزينة موجودة في ذلك، فإن الوجه هو أعظم الزينة، هو عنوان المرأة جمالًا ودمامة، فهو عنوانها وزينتها، فكما يجب ستر الرأس يجب أيضًا ستر الوجه؛ لأن الوجه له شأن عظيم، والله قال -جل وعلا-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ولم يقل إلا الوجه، فكانوا في الجاهلية وفي أول الإسلام يكشفون الوجه، ويظهر من المرأة وجهها، وتجلس مع الناس، ثم أنزل الله الحجاب؛ فمنعت المرأة من كشف الوجه،
وبينت هذه عائشة -رضي الله عنها- كما في الصحيحين من حديث -عائشة رضي الله عنها- أنها في يوم الإفك لما سمعت صوت صفوان بن المعطل يسترجع، قالت: فخمرت وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب، فدل ذلك على أن بعد الحجاب ما ترى الوجوه، إنما كانت الرؤية قبل الحجاب، أما بعد الحجاب فكن يخمرن وجوههن.
وهكذا في حجة الوداع قالت: "فكانت إحدانا إذا دنا منها الرجال؛ سدلت جلبابها على وجهها، فإذا بعد الرجال؛ كشفن" هذا كله يدل على أن الحجاب بعدما أنزل الله آية الحجاب عام للرأس والوجه وبقية البدن، وهذا هو المختار، وجوب تحجبها في جميع بدنها: الوجه والكفين والقدم ونحو ذلك؛ لأنها عورة وفتنة.
فينبغي للمؤمن أن يأخذ بالحيطة لنفسه، وألا يترخص بالرخص التي ليس عليها دليل، وينبغي للمؤمن أيضًا أن يأخذ على أهله ذلك، وأن يعلمهن ذلك، ويوجههن: أخته وعمته وخالته وزوجته وغير ذلك.
وهكذا المرأة ينبغي لها أن تتقي الله، وأن تحذر أسباب الفتنة، وألا تميل مع الرخص التي لا دليل عليها، نسأل الله للجميع الهداية.