الجواب:
هذه شبهة داحضة لا وجه لها، هذه شبهة داحضة إذا وجب عليها الحجاب بين المسلمين؛ فوجوبه بين الكفار من باب أولى؛ لأن الكافر أخبث، وأكثر شرًا، وأقبح في الفساد.
فإذا وجب عليها التحجب عن المسلم الذي يمنعه دينه من الفساد إلا من ضعف عن ذلك، وضعف إيمانه، فكونها تتحجب بين الكفرة أولى وأولى، وإذا عرف الكافر أنها ليست ممن يطمع فيه؛ لم يتعرض لها.
ثم هي ليس لها أن تخرج في بلاد الكفرة إلا ومعها محرمها، ومعها من يحميها من الفتنة، ليس لها أن تخرج هكذا وحدها حتى في بلاد المسلمين، إذا كانت في محل فيه خطر؛ لا تخرج وحدها، فكيف ببلاد الكفرة! يكون معها أولياؤها، معها محارمها، معها أصحابها حتى لا تتعرض للفتنة، أما كشفها هناك فهو محرم كما يحرم بين المسلمين، بل أكثر، بل أشد!