الجواب:
هذا اطلعنا عليه، وفيه أجوبة جيدة، وفيه غلط فيما يتعلق بأن الرسول ﷺ خلق من النور، وأنه خلق من نور الله، هذا غلط، بناه على حديث باطل موضوع لا أصل له، فغلط فيه -عفا الله عنا وعنه- ولا بد أن ينبه عليه -إن شاء الله- اطلعت عليه منذ أيام؛ لأن بعض الناس قد يغلط في هذا، ويوجد من بعض الخطباء، وبعض الناس يتكلمون في هذا، ويقولون: إن محمدًا خلق من نور الله، وبعضهم يقول: خلق من نور العرش، كل هذا كلام باطل، لا أساس له، كله باطل، محمد ﷺ خلق من ماء أبيه وأمه، مثل بقية الناس، خلق من ماء عبدالله بن عبدالمطلب، ومن ماء آمنة، فالله خلقه مثل ما خلق بقية البشر كما قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [الكهف:110] فهو خلق كما خلق بنو آدم جميعًا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى [الحجرات:13] ما عدا آدم خلقه الله من الطين، وما عدا عيسى خلقه الله من أنثى بلا ذكر، والبقية من ذكر، وأنثى.
قال -جل وعلا-: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ [السجدة:7-8] فنسل آدم كلهم من ماء مهين، ومحمد ﷺ وبقية الرسل كلهم من نسل آدم -عليه الصلاة والسلام- فهذا هو الحق الذي لا ريب فيه، أما ما يروى عن النبي -عليه السلام- أنه قال: "إن النبي خلق من نور الله" فهذا خبر باطل، لا أساس له، بل هو مكذوب على النبي ﷺ وليس له صحة، فينبغي أن يعلم هذا، ويكون على البال؛ لأن هذا من الأخطاء التي سارت على ألسنة بعض الناس -نسأل الله السلامة- يريدون بها أن يرفعوا شأن النبي ﷺ والله قد رفعه بدون كذبهم، الله قد رفعه، ورفع شأنه، وجعله خير البشر، وأفضل عباد الله، ولا حاجة إلى الكذب.