الحث على مجالسة أهل العلم

السؤال:

قل من يوجه الشباب حتى من العلماء! عند ذلك يقع الشباب وراء ما يسمعون، ويرون من الأشياء التافهة، فما هو توجيهكم؟

الجواب:

على كل حال موجود من أهل العلم، وموجود من العلماء -بحمد الله- موجودون، وإن كانوا قليلًا، بالنسبة إلى غالب البلاد قليلين، ولكن -على كل حال- طالب العلم إذا سعى، وطلب أهل العلم وجدهم. 

من المصيبة عدم الطلب، وعدم الاتصال بهم، والانزواء بنفسه، والاستغناء بنفسه؛ فقد يغلط كثيرًا، ويخفى عليه كثيرًا، بل يجب عليه أن يسعى بطلب العلم، وأن يعنى بالقرآن، وبطلب العلم، وأن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه، ولا يحتقر، ولا يظن بهم السوء، بل عليه أن يحسن الظن بعلماء زمانه الذين لم يظهروا له منهم ما يخالف شرع الله، ولم يخالف له منهم ما يدل على باطلهم، وبعدهم عن الحق.

فيتحرى أهل العلم، ويسألهم عما أشكل عليه، ولا يساء بهم الظن؛ هذا من أسباب توفيق الله له، ومن أسباب هداية الله له، وإذا غلط في مسألة قد لا يغلط في مسألة أخرى، قد يغلط في مسألة واحدة، ولكن يصيب في مسائل إلا إذا أشكل عليه، وقال لعله غلط، يسأل العالم الثاني، والعالم الثالث، والعالم الرابع.

هكذا كان السلف يسألون حتى يطمئنوا، يسألون العلماء، لا لقصد الامتحان، والتعنت لا، ولكن للطمأنينة حتى يجد منهم ما يطابق ما عنده من الدليل، وما عرف من الدليل الذي أشكل عليه؛ فإذا وجد ما يدل على صحة ما ظهر له من آية، أو حديث استقام على ذلك، وصبر على ذلك، ولا ييأس، ولا يسيئ الظن، ويعمل ما يستطيع من الاتصال بأهل العلم والمطالعة، والمذاكرة مع إخوانه، وزملائه، حتى الزملاء قد يفيدوه لا يسيئ بهم الظن، ولا يقول: إنه أعلم منهم، بل يذاكر مع زملائه، ويبحث معهم، ويناقش من دون غلط؛ حتى يزول الإشكال، وتزول الشبهة.

السؤال: العالم عند الناس عندهم عرف أن الذي تخرج من الكلية هو الشيخ، أما إذا تخرج من الثانوية، أو المتوسط فما هو بشيخ؟

الجواب: على كل حال كلما زاد علمه اقترب من الصواب، المتخرج من الجامعة أقرب إلى الصواب من الثانوي، وهكذا، لكن لا يحتقر أهل الثانوي إن شاء... زملاءه ولو من الثانوي، لا يحتقر. 

فتاوى ذات صلة