الجواب:
كل ما ذكروه لا حجة لهم فيه، بل هو حجة عليهم، وقد كتب في هذا محمد علوي المالكي المعروف، كتابًا صغيرًا جمع فيه فوق العشرين، زعم أنها أدلة، وهي كلها تدل على عكس ما قال، كلها تلبيس، وعدم إيضاح للحق، ولكن الهوى يعمي، ويصمي، فهي حجة عليه لا له، وعلى مقتضى أدلته أن كل اجتماع يكون فيه تعظيم للنبي، أو للأنبياء يكون جائزًا، فعلى هذا على قوله، وما سرد من أدلته أن جميع الأيام، والليالي لو جعلت أعيادًا للأنبياء، ولمحمد ﷺ يقرأ فيها، ويذكر فيها موالدهم، لكان ذلك من ذكرهم، ومن تعظيمهم، ومن الصلاة عليهم، كما أنها تكون الأيام، والليالي كلها أعيادًا، وهذا كله باطل، ولا حجة فيه، لا في أول أمره، ولا في آخره، وجميع كُتيبه الذي ذكر، كلها حجة عليه، وقد أوضح الذين ردوا عليه ذلك، وبينوا بطلان ما قال، ونسأل الله له الهداية، فقد لبس عليه، ولبس على أمثاله من الناس، ونسأل الله أن يمن عليهم بالهداية، ويردهم إلى الصواب.
ولو كان خيرًا هذا؛ لسبقنا إليه خير القرون يعني نحن أعلم من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي؟ ونحن أعلم من أصحاب النبي ﷺ؟ ونحن نهدى لشيء أفضل مما اهتدوا إليه، فيكون زمانهم محرومًا من هذا الخير، ونحن اهتدينا إليه؟
هذا محال! وقد قال النبي ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة فهم كانوا على الحق في القرن الأول، والثاني، والثالث، كانوا على الحق بلا ريب، وليس عندهم مولد، فكانوا حرموا من هذا الخير، وحرموا من هذا الفضل، وحصل عليه من بعدهم ممن هو أجهل، وأقل فضلًا منهم، وحرم فضله الأولون السابقون، والأخيار، وفاز به المتأخرون، أو الأولون جهلوه، وصار المتأخرون أعلم منهم؟!
هذا أيضًا محال، فمن زعم: أن الآخرين أعلم من الأولين؛ فقد ضل ضلالًا بعيدًا، نسأل الله السلامة.