لا منافاة بين هذا وهذا، البر يزيد في العمر وصلة، ومن أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه فالدعاء من أسباب رد القدر المعلق، وصلة الرحم والبر من أسباب زيادة العمر المعلقة، فإن القدر قدران: قدر معلق، وقدر ناجز غير معلق، فالناجز لا حيلة فيه كالموت المحدد ونحو ذلك، أما المعلق: فهذا معلق على أسبابه فقد يعلق الله سبحانه بسط الرزق وطول الأجل على صلة الرحم وعلى البر، فيكون زاد في عمره بما قدره من أنه يبر والديه ويصل رحمه، وأن هذا القدر يرده الدعاء، فهو يصيبه كذا وكذا إلا إذا دعا بكذا، قد قدر الله أنه يدعو فزال هذا القدر المعلق بالدعاء، فالقدر المعلق هو الذي ينفع فيه بسط الرزق، وينفع فيه البر، وينفع فيه الدعاء، أما المحتم غير المعلق؛ فهذا يقع في وقته لا يرده شيء وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:11] فأجلها إذا جاء المعلق، وغير المعلق انتهى.
ما شرح حديث «لا يرد القدر إلا الدعاء»؟
في قول الرسول ﷺ: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر فكيف يرد القدر؟
وكيف يؤخر الله فيزيد العمر والله يقول: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:11]؟