حكم قراءة يس والملك وآية الكرسي بعد الصلوات

السؤال:

توجد لدينا عادة جارية حتى الآن، عندما ينتهي الإمام من صلاة المغرب يجلس الإمام، ومعه جماعة من الإخوان، ويقرؤون معًا بصوت واحد سورة يس، وسورة تبارك، وآية الكرسي بين وقت المغرب والعشاء، فما حكم ذلك، نرجو الإفادة؟

الجواب: 

هذا بدعة لا أصل له، يجلسون بعد صلاة المغرب، الإمام، وجماعة بصوت واحد، يقرؤون سورة يس، وسورة تبارك، وآية الكرسي، هذا بدعة، حتى ولو قرأ سورة الفاتحة.. لا أصل له في الشريعة.

السنة بعد الصلاة أن يقول المؤمن: أستغفر الله ثلاثًا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال، والإكرام، هذا أول شيء، ثم ينصرف الإمام إلى الناس، ثم يقول كل واحد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ثبت هذا عن رسول الله ﷺ أنه كان يقول إذا سلم في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ويزيد بعد ذلك في الفجر، والمغرب: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي، ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات.

وجاء عنه ﷺ الحض، والتحريض، والتعليم أن يقول بعد ذلك: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثًا وثلاثين مرة، علمه فقراء المهاجرين، ثم تعلمه الجميع، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم، ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير فيصير الجميع مائة، إذا قالها؛ غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر.

وقال في حديث أبي هريرة في الصحيحين لما جاءه الفقراء من المهاجرين، قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور -يعني أهل الأموال- بالأجور يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون، ولا نتصدق، ويعتقون، ولا نعتق، ما عندنا أموال؟ قال: أفلا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم، وتسبقون من بعدكم، ولن يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة هكذا في الصحيحين .. -عليه الصلاة والسلام- وفي مسلم، ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير فرجع الفقراء يقولونها بعد كل صلاة، ثم رجعوا إليه، فقالوا: يا رسول الله، سمع إخواننا أهل الأموال ما فعلنا، ففعلوا مثله -يعني صاروا يسبحون، ويحمدون، ويكبرون مثله- قال النبي ﷺ: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء إذا رزقه الله المال، وأنواع الذكر، والعبادة هذا فضله يؤتيه لمن يشاء، والله ذو الفضل

وعلمهم آية الكرسي بعد كل صلاة اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] فقد ثبت فيها الحديث، وهكذا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] بعد كل صلاة، وفي صلاة المغرب، والفجر زيادة، يقرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين ثلاث مرات، هذا هو المشروع بعد الصلوات، وإذا دعا .. دعوات بينه وبين نفسه؛ فلا بأس من دون رفع اليدين، فقد جاء الدعاء بعد الصلاة عنه عليه الصلاة والسلام.

أما أنه يقرأ الإمام، والجماعة بصوت واحد، يقرؤون هذا لا أصل له، بل هو بدعة، وهكذا رفع أيديهم بالدعاء بعد الصلوات الخمس بدعة أيضًا، وإنما السنة ما سمعتم من فعل النبي ﷺ وتعليمه عليه الصلاة والسلام.
...

هذا دعاء طيب، لكن الأفضل قبل السلام، علمه النبي معاذ بن جبل، يكون قبل السلام أفضل، وإن دعا به بعد السلام فلا بأس: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

كذلك: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، كل هذا الأفضل فيه قبل السلام، في آخر التحيات، وإن دعا ببعض هذا بعد السلام؛ فلا بأس، لكن بينه، وبين نفسه، من دون صوت جماعي، من دون رفع الأيدي مع الإمام، كل هذا لا يفعل، بس دعاء بينه، وبين نفسه، وبينه وبين ربه. 

فتاوى ذات صلة