خطأ تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة

السؤال:

نرجو من سماحتكم توضيح مفصل قدر الإمكان لموضوع البدعة، ومتى يكون العمل بدعة، ومتى يكون سنة حسنة؛ لأن هذا الموضوع يسبب اختلافات كثيرة بين المسلمين؟ 

الجواب:

ليس من البدع شيء حسن، كلها ضلالة، قال النبي ﷺ: كل بدعة ضلالة وهو الإمام العادل -عليه الصلاة والسلام- وهو المعلم المرشد -عليه الصلاة والسلام- قال: كل بدعة ضلالة فلا يجوز لأحد أن يقول: إن بعض البدع ليس بضلال، فإن هذا معناه الرد على الرسول ﷺ ومعناه مخالفة له، عليه الصلاة والسلام.

فالذين قالوا: إن البدع أقسام، قولهم ليس بصحيح، فالبدع كلها ضلالة، وما زعموا أنه بدعة مما يجب من جنس جمع المصحف الكريم، ونقطه، وتشكيله ليس هذا من البدع، بل هذا من ضبط القرآن، ومن عناية القرآن، ومما شرعه الله 

الحاصل: أنه ليس في البدع شيء حسن، فكلها ضلالة، كما قاله المصطفى - عليه الصلاة والسلام-: كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة

والتقسيم غير جائز، وغير وارد، وأن ما يروى عن عمر أنه قال في التراويح: (نعمت البدعة هذه) فالعلماء قالوا فيها: إن مراده إنها بدعة من جهة اللغة؛ لأن في اللغة العربية كل شيء على غير مثال سابق يسمونه بدعة، فليس المقصود أن البدعة في الدين، ولكن جمعه للناس على إمام واحد بعدما كانوا متفرقين، سماه بذلك من جهة اللغة، وإلا فليس ببدعة، بل هو سنة، فالتراويح فعلها النبي ﷺ، وفعلها الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- فهي سنة مؤكدة، وليست ببدعة.

فتاوى ذات صلة