الجواب:
هذا القائل جمع حقًا، وباطلاً (إياك وكثرة العيال) هذا باطل ما له أصل، ما قال النبي ﷺ: إياكم وكثرة العيال، نسأل الله العافية، هذا باطل منكر، هذا شيء موضوع ما له أصل، إنما قال لسعد لما قال سعد: يا رسول -وهو مريض، سعد بن أبي وقاص الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة- في حجة الوداع قال : أنا ذو مال -وهو مريض ذاك الوقت- وليس لي إلا ابنة واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا قال: فالشطر؟ قال: لا قال: فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.
فالنبي ﷺ قال له: لا يتصدق بأكثر من الثلث، يعني يبقي المال للورثة، ولا يوصي بأكثر من الثلث، لا يتصدق، وهو مريض بأكثر من الثلث، وبين له أنه إذا ترك ورثته أغنياء خير من تركهم عالة -يعني فقراء- يتكففون الناس، يسألون الناس.
فهذه وصية بالإحسان إلى الذرية، وأن يبقي لهم مالًا ينفعهم بعد وفاته، وليس فيه توصية بترك كثرة العيال، لا، هذا منكر وليس له أصل عن النبي ﷺ وإنما هذا من كلام النبي ﷺ بالوصية للرجال أن يتركوا لأولادهم وذرياتهم شيئًا ينفعهم من المال، وألا يتصدقوا في أمراضهم، لا يتصدقون في مرضهم، ولا يوصون بمالهم في مرضهم، وليس لهم من ذلك إلا الثلث في حال المرض، وليس لهم بالوصية إلا الثلث حتى يبقى المال للورثة، وللذرية ينتفعون به، ويستفيدون منه، وحتى لا يبقى الذرية عالة فقراء يحتاجون إلى سؤال الناس، هذا كلامه ﷺ.