الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، الحديث معروفٌ، وفي أوله يقول النبيُّ ﷺ: يقول الله جلَّ وعلا: مَن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، ومَن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منه، ومَن تقرَّب إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، ومَن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، ومَن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً.طريقة أهل السنة والجماعة في هذه الأحاديث وأشباهها إمرارها كما جاءت، وعدم تأويلها، وعدم تكييفها، معناها واضح وظاهر، وأنه جلَّ وعلا بفضله وإحسانه أسرع بالخير والإحسان إلى عباده منهم، وهذا مضمون الحديث.
أما معناه: فلا يعلم كيفيته إلا هو ، فهو جلَّ وعلا تقرُّبه إلى عباده ومشيه إليهم هرولةً هذه أمور هو أخبر بها عن نفسه، فلا تُفسَّر بما يُخالف ما جاء في كتابه وسنة نبيه، بل يُقال فيها كما يُقال في غيرها: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، فتقربه ذراعًا وباعًا ومجيئه هرولةً، كل هذا شيءٌ نسبه لنفسه، فننسبه إليه ونقول: لا يعلم كيفيته إلا هو، كما لا يعلم كيف استواؤه، ولا كيف نزوله في آخر الليل، ولا كيف مجيئه يوم القيامة إلا هو ، ولا كيف غضبه، ولا كيف رضاه، ولا كيف يضحك ويتقرب ذراعًا وباعًا، وكيف يأتي هرولةً، كل هذا إليه ، لا يعلم كيفيته إلا هو.
لكن المعنى من مُقتضى هذا الحديث: أنه أسرع بالخير لنا، وأنه أسرع بالإحسان لنا من فضله وجوده، أما كيفية هذا المعنى، وما صفة هذا المعنى؟ فهذا إليه ، لا يعلم كيف صفاته إلا هو جلَّ وعلا، كسائر الصِّفات.
لكن المعنى من مُقتضى هذا الحديث: أنه أسرع بالخير لنا، وأنه أسرع بالإحسان لنا من فضله وجوده، أما كيفية هذا المعنى، وما صفة هذا المعنى؟ فهذا إليه ، لا يعلم كيف صفاته إلا هو جلَّ وعلا، كسائر الصِّفات.