معنى حديث "وجدناهم يعبدونك ويُسبِّحونك.."

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما معنى الحديث في البخاري: يقول الله لملائكته: كيف وجدتُم عبادي؟ فيقولون: وجدناهم يعبدونك ويُسبِّحونك ويدعونك، فهل هذا يدل على جواز التَّسبيح الجماعي؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
هذا ثابتٌ في الحديث الصحيح: أن الملائكة يتَّبعون مجالسَ الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه طلب العلم، فيه التَّسبيح، فيه الذكر؛ جلسوا وحضروا، كما في الحديث الصحيح: إنَّ لله ملائكةً فَضْلًا يلتمسون مجالس الذكر، وفي اللفظ الآخر: إنَّ لله ملائكةً سيَّاحين، يبلغوني أمتي السلام عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء الملائكة يصعدون إلى الله فيسألهم وهو أعلم بهم، يعلم أحوال عباده، لا تخفى عليه خافيةٌ جلَّ وعلا، ولكن يسألهم لإظهار فضل أهل الإيمان وأهل الخير: كيف وجدتُم عبادي؟ فيقولون: وجدناهم يُسبِّحونك، ويستغفرونك، ويذكرونك... إلى آخره، قال: ماذا يسألون؟ قالوا: يسألونك الجنةَ... إلى آخر الحديث.
فالمقصود أن هذا السؤال من الله لإظهار فضلهم، وإظهار شأنهم، وليس فيه دلالة على التَّكبير الجماعي، أو الذكر الجماعي، كلٌّ يُسبح لنفسه، وكلٌّ يدعو لنفسه، وهذا يسأل عن علمٍ، وهذا يسأل عن آيةٍ، وهذا يسأل عن حديثٍ، هذا يقول: سبحان الله، وهذا يقول: الحمد لله، وهذا يقول: لا إله إلا الله، ما كان الصحابةُ يذكرونه جماعيًّا، وهم القدوة، لكن هذا يدل على أنَّ الملائكة تحفظ عليهم أعمالهم.
فتاوى ذات صلة