حكم الدراسة المختلطة والأكل من كسب الوالد الحرام

السؤال:

يقول: لي صديق مؤمن بالله الحق، ويعيش مع عائلة يكسب رب أسرتها المال الحرام، أي: من القمار والاختلاس من الناس، علمًا أن هذه العائلة كما يقال: متطورة، أي: في إظهار المفاتن والتزين خارج المنزل، وقد وجه هذا الشخص النصائح الكثيرة الكثيرة إلى والده وإخوته، ولكن دون جدوى، وهو طالب في مدرسة مختلطة من الشبان والبنات، في الصف والمقعد، والبنات يظهرن المفاتن والمغريات أمام الشباب كلهم، ماذا يفعل أيترك البيت وليس له مورد؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الواجب على الناصح وهذا الشاب أن يتقي الله، وأن يغادر البيت ويبتعد عن أسباب الفتنة، وسوف يجعل الله له فرجًا ومخرجًا، إما بالسكن مع الطلبة إذا كان هناك سكن، أو بأسباب أخرى، يقول الله سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] ، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].

فعليه أن يتقي الله وأن يبتعد عن أسباب الفتنة، وكذلك المدرسة التي يدرس فيها لا يدرس فيها إذا كان مختلطة يلتمس عملًا يقوم بحاله ولا يدرس في هذه المدرسة، بل يدرس على العلماء في المساجد أو في مدارس أهلية، ليس فيها اختلاط، وليس طلب العلم عذرًا له في أن يجلس مع النساء والبنات ويختلط بهن، هذا مرض لقلبه ومرض لدينه، ومن أسباب هلاكه، فلا يجوز أن يجلس معهن في مقاعد الدراسة، ولا يبقى مع أهله ما داموا على الفساد والشر.

أما النصيحة فيبذلها ويجتهد في النصيحة ويتابع النصيحة لعله يستجاب له، ولكن لا يجلس معهم ما دام أكلهم حرام وأعمالهم خبيثة فلا يجلس معهم؛ لأن الأكل ليس بسليم والأسرة غير سليمة، والاختلاط بهم فيه ما فيه من الشر.

فالواجب أن يغادر المحل هذا، ويحذر، ولا مانع من الزيارة التي يريد بها النصيحة لوالديه وإخوته وأقاربه، أما الأكل والسكن فلينتقل إلى محل آخر يسلم فيه على دينه، وسوف يعينه الله ويسهل أمره كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، رزق الله الجميع التوفيق والهداية. نعم.

المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة