حكم إجابة الوالدين وفي حضرتهما منكر

السؤال:

تسأل أختنا وتقول: هل لي أن أسمع نداء أبي أو أمي إذا كان الفيديو أو ما شابه الفيديو مفتوحًا وبه فلم أو أمراني بالجلوس معهما؟ وهل يحق لهما منعي من قراءة الكتب النافعة التي تزيد بصيرتي في الدين؟

الجواب:

ليس للوالدين ولا غيرهما أن يمنعا البنت أو الولد الذكر من قراءة الكتب النافعة، وليس لهما أيضًا أن يلزما الذكر أو البنت بحضور أفلام خليعة لا خير فيها، كل هذا ليس لهم ذلك، وليس للولد أن يطيعهما في المعصية، وله أن يخالفهما لكن بالأسلوب الحسن والكلام الطيب؛ لقول النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

ولا شك أن منع الوالدين للولد ذكرًا كان أو أنثى، لا شك أن منعهما له من قراءة الكتب المفيدة، أمر لا يجوز ومنكر، وكل إنسان في حاجة إلى الكتب المفيدة، من ذكر وأنثى.

وهكذا دعوتهما الولد، ذكر وأنثى إلى أن يحضر الأفلام الخليعة، والأشياء المنكرة في تلفاز أو فلم أو غيره، لا شك أن دعوة الوالد لهما للبنت أو الابن دعوة منكرة، لا يلزمهما طاعته في ذلك، بل لا يجوز لهما طاعته في ذلك، إذا كان ذلك مما حرم الله ؛ لأن الله نهى عن حضور المنكر، وأمر بالبعد عن ذلك، وأمر أيضًا باجتناب ما حرم الله، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، ونهى عن طاعة المخلوق في معصية الخالق، فليس للولد ذكرًا كان أو أنثى أن يستجيب لدعوة أبيه أو أمه فيما حرم الله. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. إذًا هناك حد معين لطاعة الوالدين؟

الشيخ: نعم، في المعروف، هذا الحد.

المقدم: الطاعة في المعروف.

الشيخ: المعروف هو المشروع والمباح، أما المعصية فلا، لكن عليهما أن يعني: على الولد ذكرًا كان أو أنثى عليه أن يعتني بالأسلوب الحسن والكلام الطيب، والدعاء لوالديه بالتوفيق والهداية، يا والدي رحمك الله، يا أبي رضي الله عنك، يا أمي رحمك الله، يا والدتي! غفر الله لك، هذا شيء لا يجوز، هذا شيء لا أتمكن من الاستجابة إليه، يعني: بعبارات طيبة، بعبارات لبقة لطيفة ليس فيها عنف؛ لأن الله قال في حق الوالدين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] ولو كانا كافرين، فكيف بالمسلمين.

وقال الله سبحانه: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14] وقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83]. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.

فتاوى ذات صلة