متى يكفر المعين؟

السؤال:

أريد تفسيرًا لقاعدة: كفر المعين؟ 

الجواب:

يمكن أن يقال في هذا: أن المعين يكفر إذا تعاطى أسباب الكفر؛ فإنه يكفر كفرًا معينًا، فإذا علم أنه يسب الدين أو يسب الرسول ﷺ أو يترك الصلاة عمدًا أو جحدًا لوجوبها فيقال: فلان كافر لما أظهره من الكفر، لكن عند قتله لابد أن يستتاب لعله يندم لعله يرجع، فإن تاب وإلا قتل على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم فإنه يقتل؛ لقول النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه.

قال بعض أهل العلم: يسجن ويعذب حتى يموت أو يتوب، والصواب عند جمهور أهل العلم أنه لا يسجن إلا ريثما يستتاب فقط، فإذا تاب فالحمد لله وإن لم يتب وجب قتله بعد الاستتابة.

وذهب كثير من أهل العلم إلا أنه يستتاب ثلاثة أيام يضيق عليه ثلاثة أيام لعله ينتبه، لعله يرجع، وإن لم يمهل ثلاثة أيام بل استتيب ثم قتل في الحال إذا لم يتب فلا بأس بذلك لكن يستتاب ثلاثة أيام يكون أولى كما جاء ذلك عن عمر : كونه يستتاب ثلاثة أيام يكن له فيها فسحة لعله يتراجع، لعله يندم، لعله يتذكر ما فيه سعادته.

فالحاصل أن من أتى بأعمال الكفر كفر بعينه وقيل: هذا كافر، إلا إذا كان مثله يجهل ذلك كالذين عاشوا في بلاد بعيدة عن الإسلام وجاهل.. أفريقيا وأمريكا ونحو ذلك فهؤلاء لابد أن يعلموا ويوجهوا ويبصروا حتى إذا عرفوا ذلك ثم استمروا على الكفر كفروا، وإلا فالذي بين أهل الإسلام ويسمع الآيات ويسمع الأحاديث أو في أمور ظاهرة لا تخفى على أهل الإسلام كالزنا ونحوه فهذا يكفر كفرًا معينًا إذا قال: الزنا حلال، أو الخمر حلال، أو الربا حلال، فقد كذب الله وكذب رسوله فيكون كافرًا، أو قال: الصلاة ما هي بواجبة، أو الزكاة ما هي بواجبة، أو صوم رمضان ما هو بواجب على المكلفين، هذا مكذب لله ولرسوله، والشيء المعلوم من الدين بالضرورة فيكون كافرًا نسأل الله العافية، لكن إذا استتيب قبل أن يقتل هذا هو المشروع، أن يستتاب قبل أن يقتل وأن تكون المدة ثلاثة أيام لعله يتراجع.. لعله يتوب. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة