قيام الليل سنة مؤكدة، فعله النبي ﷺ وفعله الأخيار، كما قال الله عن نبيه ﷺ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2]، وقال سبحانه، يخاطب نبيه ﷺ: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ[الإسراء:79]، ومدح المؤمنين، عباد الرحمن بذلك، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[الفرقان:64]، وقال أيضًا عن المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18].
وإن سرد ثلاثًا جميعًا، بسلام واحد، وجلسة واحدة في آخرها؛ فلا بأس، فعله النبي ﷺ في بعض الأحيان، أوتر بخمس جميعًا، بغير جلوس، إلا في آخرها، فلا بأس، قد فعله النبي ﷺ في بعض الأحيان، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين.
والأفضل وتره ﷺ إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، هذا هو الأفضل، ومن أوتر بعشرين، أو بأكثر، وزاد الوتر؛ فلا بأس، سواء أوتر بثلاث وعشرين، أو بسبعٍ وعشرين، أو بإحدى وثلاثين، أو بأكثر، كله لا بأس به، الله وسع في صلاة في الليل، لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين، لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح؛ صلى ركعةً واحدة، توتر له ما قد صلى.
فالسنة هكذا، يصلي ثنتين ثنتين، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة، تقول عائشة رضي الله عنها كان النبي ﷺ يوتر بإحدى عشرة -يعني: غالبًا- ويسلم من كل ثنتين، عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.