الجواب:
يقال لهم: إن الرسول ﷺ وأصحابه أحرص منكم، وأرغب في الخير، وأولى بكل فضيلة، فلو كان الاحتفال بالموالد، أو بالإسراء، والمعراج أمرًا مشروعًا، وقربة إلى الله لكانوا إليه أسرع، لكانوا إليه أسبق، وكانوا به أولى، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: إياكم ومحدثات الأمور وقال: شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وليس للناس أن يحدثوا بآرائهم عبادات.
فإذا قالوا هذه المقالة؛ أمكن غيرهم أن يقول أيضًا: نحدث صلاة سادسة، ما أردنا إلا الخير، والذكر، نحدث صلاة سادسة، الضحى فريضة، ندعو الناس إليها أربع ركعات، أو ركعتين، تصلى جماعة سادسة، زيادة في الخير، والفضل.
أو يقول آخر: يمكن أن نحدث أيضًا عبادة أخرى، وهو أن نحج في العام مرتين، ما يكفي حج واحد، نحج في العام مرتين، فهذا زيادة فضل، وذكر، وطاعة لله، وطواف، وشبه ذلك، والآخر يقول: نحدث أذانين لكل فريضة، الأذان الواحد ما يكفي؛ لأنه ذكر، وطاعة لله، فيؤذن مرتين في كل مسجد؛ لأن هذا زيادة ذكر، أو يقيم مرتين، أو ثلاثًا، أو يؤذن أربع مرات، أو عشر مرات؛ لأن هذا مزيد ذكر، وطاعة لله.
فمعنى هذا: أن يكون الدين على الأهواء، والتلاعب بآراء الناس، ومحدثاتهم، وأفكارهم الضالة، والكاسدة، هذا شيء لا حد له، وهذا هو الذي وقع في اليهود والنصارى حتى تلاعبوا بدينهم، واستحسنوا ما لم يشرعه الله لهم.
وأما ما يتعلق باليوم الوطني، فهذا ليس من العبادات؛ بل هذا اخترعوه لأمور أخرى سياسية، ليس من باب العبادات، ولكنه قد ينهى عنه من جهة أنه تشبه باليهود، والنصارى بما أحدثوا من الأيام الوطنية، وأشباهها، والأعياد، فهذا من باب السياسة، ومن باب التشبه بالمشركين فيما أحدثوا من أعياد وطنية، وليس من باب العبادة، بل من باب الأمور السياسية التي أحدثها بعض الناس؛ تقليدًا لغيره، وتشبهًا بمن فعله من الكفرة، فهو ممنوع يجب منعه لما فيه من التشبه بأعداء الله.