الجواب:
ليس في العقيدة توحيد الربوبية والإلهية والأسماء والصفات، ليس فيها عذر، بل يجب على المؤمن أن يعتقد العقيدة الصحيحة، وأن يوحد الله -جل وعلا- ويؤمن بأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه منفرد بالربوبية، ليس هناك خالق سواه، وأنه المستحق للعبادة وحده دون كل ما سواه، وأنه ذو الأسماء الحسنى، والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له.
عليه أن يؤمن بهذا، وليس له عذر في التساهل في هذا الأمر إلا إذا كان بعيدًا عن المسلمين في أرض لا يبلغه فيها الوحي، فإنه معذور في هذه الحالة، وأمره إلى الله، يكون حكمه حكم أهل الفترات، أمره إلى الله يوم القيامة، يمتحن، فإن أجاب جوابًا صحيحًا؛ دخل الجنة، وإن أجاب جوابًا فاسدًا؛ دخل النار.
المقصود: أن هذا يختلف، فإذا كان في محل بعيد لا يسمع القرآن والسنة؛ فهذا حكمه حكم أهل الفترة، وحكمهم عند أهل العلم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب؛ دخل الجنة، ومن عصى؛ دخل النار.
وأما كونه بين المسلمين يسمع القرآن والسنة، ثم يبقى على الشرك، وعلى إنكار الصفات؛ فهو غير معذور، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
المقدم: يسأل في آخر سؤاله سماحة الشيخ ويقول: هل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف من زمان إلى زمان، ومكان إلى آخر؟
الشيخ: لا تختلف، لا، الجهل ليس بعذر بالنسبة للعقيدة إلا إذا كان في محل لم تبلغه الدعوة، لا القرآن، ولا السنة.
أما في الأحكام فهو عذر بأن جهل الحكم الشرعي في بعض الأحكام التي قد تخفى، أو في دقائق الصفات، بعض الصفات التي قد تخفى فهذا عذر، أما في الأمور الواضحة، الأمور التي تعلم بالضرورة كالإيمان بتوحيد الله، وأنه الخلاق العليم، وأنه مستحق العبادة، وأنه الكامل في أسمائه وصفاته، والإيمان بما جاء في القرآن العظيم، والسنة المطهرة من أسماء الله، وصفاته، هذا ليس محل العذر إذا كان ممن بلغه القرآن والسنة، نسأل الله السلامة.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.