حكم من صلى أربعًا في التراويح بسلام واحد

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة، رسالة وصلت إلى البرنامج من الإخوة عبدالرحمن جمعة عمارة، ومحمد جمعة عمارة و(ع. ف. غ) يسألون عدة أسئلة، أولها يقول: صلى إمامنا التراويح، وفي إحدى التسليمات قام للثالثة، ولم يتذكر أنه أتى بالثالثة إلا بعد أن اعتدل قائمًا، وحينئذٍ قرر أن يأتي برابعة، وفعلًا أتى بالرابعة، ثم تشهد وسجد للسهو، ثم سلم، فما حكم ما فعل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم. 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فالمشروع لمن قام إلى الثالثة في صلاة التراويح أن يرجع ويجلس ويتشهد ويصلي على النبي ﷺ ويدعو، ثم يسلم بعدما يسجد للسهو سجدتين، وإن أخرهما بعد السلام فلا بأس. 

والأفضل أن يكون سجود السهو قبل السلام في مثل هذا؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فهذا نوى ثنتين، فيكون مثل الفجر إذا قام إلى الثالثة يجلس، يكمل التشهد، والصلاة على النبي ﷺ والدعاء، ثم يسجد للسهو ويسلم، لكن ما دام أنه فعل هذا كان جاهلًا، وكملها أربعًا، وسجد للسهو لا حرج -إن شاء الله-، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إنما كان الأولى أن يكتفي بالاثنتين، ولو اعتدل قائمًا.

الشيخ: الواجب أنه يرجع؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا قام إلى الثالثة ناسيًا وجب عليه الرجوع في الأصح، حتى يحقق ما نواه من الثنتين، ثم يسجد للسهو ويسلم بعدما يأتي بالتشهد، وهكذا في النهار على الأصح؛ لقوله ﷺ: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى يعني: ثنتين ثنتين، لكن لو نوى خمسًا جميعًا أو سبعًا جميعًا؛ فهذا لا حرج؛ لأنه فعله النبي ﷺ، أو نواها تسعًا جميعًا وجلس في الثامنة للتشهد الأول، ثم قام وأتى بالتاسعة لا بأس.

أما أنه يصلي أربعًا جميعًا، أو ستًا جميعًا؛ لا، هذا خلاف المشروع، خالف قوله ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فلا يستثنى من ذلك إلا ما فعله النبي ﷺ خلاف ذلك، فإنه ﷺ أوتر بثلاث جميعًا لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بخمس جميعًا لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بسبع جميعًا لم يجلس إلا في آخرها، وفي بعض الأحيان يجلس في السادسة، ويتشهد التشهد الأول، ثم يقوم للسابعة، وأوتر بتسع جميعًا، وجلس في الثامنة، وتشهد التشهد الأول، ثم قام وأتى بالتاسعة، ولم يحفظ عنه ﷺ أنه صلى أربعًا جميعًا في الليل، ولا ستًا جميعًا، ولا ثمانًا جميعًا، بل يصلي ثنتين ثنتين -عليه الصلاة والسلام-، وهو القائل -عليه الصلاة والسلام-: صلوا كما رأيتموني أصلي وقد رآه الصحابة يصلي ثنتين ثنتين، وقد أمر بذلك قال: صلاة الليل مثنى مثنى فإن هذا خبر معناه الأمر، معناه: صلوا مثنى مثنى، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة