حكم من ارتكب الشرك الأكبر ومتى يعذر بالجهل؟

السؤال:

من جمهورية مصر العربية رفح، السائل: (ج. س. ط) يقول: سماحة الشيخ! ما حكم الشرع في نظركم في رجل مسلم ارتكب الشرك الأكبر، فهل يعذر بجهله أم لا؟ ومتى يعذر الإنسان بالجهل وما الدليل في كلا الحالتين؟ مأجورين.

الجواب:

من ارتكب الشرك الأكبر فقد أتى أعظم الذنوب، فالواجب عليه البدار بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] ويقول سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ [الزمر:53] يعني: بالشرك والمعاصي لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] هذه الآية أجمع العلماء على أنها في التائبين.

فالواجب على من فعل شيئًا من الشرك أو المعاصي أن يبادر بالتوبة وألا يقنط ولا ييئس؛ لأن الله سبحانه وعد من تاب إليه بالتوبة عليه، وهو الجواد الكريم والرءوف الرحيم .

وكل من كان بين المسلمين أو بلغه القرآن أو السنة فقد قامت عليه الحجة، فالواجب عليه التفقه والسؤال والتعلم حتى يبرئ ذمته، حتى يكون على بصيرة.
أما من كان في بلاد بعيدة لم يبلغه القرآن ولا السنة فهذا يقال له: من أهل الفترة، حكمه حكم أهل الفترة، ليس بمسلم ولا كافر بل هو من أهل الفترة موقوف أمره إلى يوم القيامة، يمتحن يوم القيامة، فإن أجاب دخل الجنة، وإن عصى دخل النار؛ لأنه لم تبلغه الدعوة.

أما من كان بين المسلمين قد سمع القرآن سمع السنة عنده العلماء ثم يعرض ولا يسأل ولا يتبصر فهذا غير معذور، نسأل الله العافية. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة