الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فالقنوت في صلاة الفجر لم يثبت فيه حديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- جاءت فيه أحاديث ضعيفة، والصحيح: أنه كان يقنت في الحوادث، إذا نزل بالمسلمين نازلة؛ قنت في الفجر، وفي المغرب، وفي غيرهما، ويسمى قنوت النوازل، أما القنوت بصفة دائمة فلم يثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- نعم جاء ذلك في بعض الأحاديث التي ... فيها ضعف، وثبت عن سعد بن طارق بن أشيم أنه قال لأبيه: يا أبت! إنك صليت خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: "أي بني محدث".
هذا يدل على أنهم ما كانوا يقنتون في الفجر إلا لعارض يعني: في النوازل لما ينزل بالمسلمين، فيقنتون عند النازلة دعاءً على العدو بالهزيمة، ودعاءً للمسلمين بالنصر، إذا هجم العدو على بلاد المسلمين، أو حصل بين المسلمين قتال مع عدوهم؛ قنت المسلمون، يدعون للمجاهدين بالنصر، وللأعداء بالهزيمة.
أما استمرار بعض الناس على القنوت في الفجر فهو قول ضعيف مرجوح، وإن كان قال به جماعة من أهل العلم، لكن الأفضل والأولى تركه، لعدم الدليل الثابت عليه إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة، هذا هو الأرجح، وإذا صليت مع من يقنت صل معهم والحمد لله؛ لأن لهم شبهة، وقال به بعض أهل العلم، وفيه بعض الأحاديث التي فيها ضعف، لكن الأولى والذي ننصح به إخواننا الترك، إلا إذا وجد ما يوجب ما يقتضى ذلك، مثل النوازل، مثلما قنت المسلمون للمجاهدين الأفغان لقتالهم مع عدوهم، والمسلمون في البوسنة والهرسك، وأشباه ذلك، هذا قنوت للنوازل، في الفجر وغيرها، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.