الجواب:
هذه الكلمة أعظم كلمة، وهي كلمة التوحيد، ولا يدخل العبد في الإسلام إلا بتحقيقها والإيمان بها، وأنه لا معبود حق إلا الله، وهي أول كلمة دعا إليها الرسل، أول كلمة تدعو إليها الرسل هذه الكلمة: لا إله إلا الله، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] وقال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] ونبينا محمد ﷺ لما بعثه الله أول كلمة دعا إليها: لا إله إلا الله، مع الإيمان به، وأنه رسول الله، وهي تقتضي إخلاص العبادة لله وحده، والإيمان بأنه المعبود بالحق، وأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق لأن يعبد ويطاع أمره، وتقتضي أن يؤمن العبد بأن الله هو خالق العبد، وأنه أعد له جنة ونارًا، وأنه لابد من لقائه ربه، فإما الجنة، وإما النار.
فهذه الكلمة هي أصل الدين، وأساس الملة، وهي العروة الوثقى؛ فلابد من الإيمان بها، واعتقاد معناها، وأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا الاعتقاد يقتضي طاعة الأوامر، وترك النواهي، طاعة ... لله الحق الذي آمنت بأنه معبودك الحق، هي تقتضي أن تؤدي حقه بأن تعبده بصلاتك، وصومك، وزكاتك، وحجك، وصيامك، وغير ذلك، معنى التأله: التعبد، معنى لا إله إلا الله، أي: لا مألوه حق إلا الله، يعني: لا معبود حق إلا الله.
فالواجب عليك أن تألهه، وتعبده بصلاتك، وصومك، وزكاتك، وحجك، وجهادك، وسائر عباداتك، تخص بها الرب وتعبده وحده، ترجو ثوابه وتخشى عقابه .
وهكذا من مقتضياتها أن تؤمن بما حرم الله عليك من الشرك، والمعاصي، وأن تبتعد عن ذلك، وتحذر ذلك، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.