شرح كتاب التبصير في معالم الدين للطبري 1
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
الحمد لله الذي تتابعت على خلقه نعمه، وترادفت لديهم مِنَنُه، وتكاملت فيهم حججه، بواضح البيان، وبين البرهان، ومحكم آي الفرقان: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29].
وصلى ...
شرح كتاب التبصير في معالم الدين للطبري 2
القول في صفة المُستحق القتل أنه بالله عارفٌ المعرفة التي يزول بها عنه اسمُ الكفر.
قال أبو جعفر: لن يستحق أحدٌ أن يُقال له: إنه بالله عارفٌ المعرفة التي إذا قارنها الإقرارُ والعملُ استوجب به اسم الإيمان، وأن يُقال له: إنه مؤمنٌ، إلا أن يعلم بأنَّ ربه ...
شرح كتاب التبصير في معالم الدين للطبري 3
القول في الاختلاف الأول:
قال أبو جعفر: ونحن مُبتدئون القول الآن فيما تنازعت فيه الأئمَّة مما لا يُدرك علمه إلا سماعًا وخبرًا.
فأول ذلك أمر الخلافة: فإنَّ أول اختلافٍ حدث بعد رسول الله ﷺ بين الأمة فيما هو من أمر الدِّين مما ليس بتوحيدٍ، ولا هو من أسبابه ...
شرح كتاب التبصير في معالم الدين للطبري 4
القول في الاختلاف الثالث:
قال أبو جعفر: الثالث بعد ذلك: الاختلاف في أفعال الخلق.
(أ) فقالت فرقةٌ ممن ينتحل جملة الإسلام: ليس لله في أفعال خلقه صنعٌ غير المعرفة التي أعطاها للفعل، كما أعطاهم الجوارح التي بها يعملون، ثم أمرهم ونهاهم، فمَن شاء منهم ...
شرح كتاب التبصير في معالم الدين للطبري 5
القول في الاختلاف السادس:
قال أبو جعفر: ثم كان الاختلافُ السادس، وذلك الاختلاف في زيادة الإيمان ونقصانه:
(أ) فقال بعضهم: الإيمان يزيد وينقص، وزيادته بالطاعة، ونقصانه بالمعصية.
قالوا: وإنما جازت الزيادةُ والنقصان عليه؛ لأنه معرفةٌ وقولٌ وعملٌ، ...