الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: يؤتى بأهل القرآن يوم القيامة الذين يعلمون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران؛ تحاجان عن أصحابهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما.
فهذا الحديث الصحيح، وما جاء في معناه يدل على أن البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما الذين يعملون بالقرآن، لأنه قال: بأهله العاملين به فالقرآن حجة لمن عمل به كله، القرآن كله حجة، ومن أسباب سعادة العبد، فإن القرآن يشفع له يوم القيامة ويشفع، وهكذا هاتان السورتان العظيمتان تحاجان عن أصحابهما العاملين بهما، وإذا كان الرجل يحفظ سورة البقرة، ويعمل بها هي أيضًا تحاج عن صاحبها، وإن لم يحفظها، إذا كان يعمل بها؛ فإنها حجة له من أسباب دخوله الجنة.
فجدير بالمؤمن أن يعتني بالحفظ العملي، وإذا لم يتيسر الحفظ فالمهم العمل، كونه يقرأ ولو نظرًا، يقرأ ويعتني ويعمل، وإن تيسر الحفظ؛ فهذا خير إلى خير، ونور إلى نور، لكن الأهم من هذا كله العمل، كونه يقرأ القرآن، ويعمل به، سواءً حفظه، أم لم يحفظه؛ فهو حجة له، وهكذا البقرة، وآل عمران حجة له إذا عمل بذلك.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.