ج: أما الحديث الأول وهو قوله ﷺ: من رآني فقد رآني حقا فهذا حديث صحيح، وله ألفاظ منها قوله ﷺ: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومنها قوله ﷺ: من رآني في المنام فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتمثل بي في عدة ألفاظ وردت عنه -عليه الصلاة والسلام، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي ﷺ.
فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة، وقد رآه عليه الصلاة والسلام، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة، أبيض مشرب بحمرة، كث اللحية سوداء، وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام، وأما الحديث الثاني: من رآني فقد حرمت عليه النار. فهذا لا أصل له وليس بصحيح[1].
- (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/445)