تقييم كتب أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وسيد قطب

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمعة (أ. أ. الزاوي) من طرابلس في ليبيا، أختنا لها عدد من الأسئلة، من بينها سؤال تقول فيه: أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بإبداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي، وسيد قطب. 

الجواب:

كلها كتب مفيدة، كتب، هؤلاء الثلاثة -رحمهم الله- كلها كتب مفيدة، فيها خير كثير، ولا تخلو من بعض الأغلاط، كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ليسوا معصومين، فطالب العلم إذا تأملها عرف ما فيها من الأخطاء، وما فيها من الحق، وهم -رحمهم الله- قد اجتهدوا إلى الخير، ودعوا إلى الخير، وصبروا على المشقة في ذلك، وأبو الحسن موجود -بحمد الله- وفيه الخير الكثير، ولكن ليس معصومًا، ولا غيره من العلماء، العصمة للرسل -عليهم الصلاة والسلام- فيما يبلغون عن الله، الرسل عصمهم الله في كل ما يبلغون عن الله، وهكذا الأنبياء، أما العلماء كل عالم يخطئ ويصيب، ولكن -بحمد الله- صوابهم أكثر، وقد أفادوا وأجادوا ونفعوا الناس.

يقول مالك -رحمه الله- ابن أنس، إمام دار الهجرة في زمانه: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، يعني: الرسول، عليه الصلاة والسلام.

فالمؤمن يطلب العلم، وهكذا المؤمنة تطلب العلم، وكل واحد يتفقه في الدين، ويتبصر، ويسأل عما أشكل عليه، يقرأ القرآن، يقرأ السنة، يعتني حتى يعرف الحق بأدلته، وحتى يعرف الغلط إذا غلط العالم، ولا يجوز أن يقال: هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله من دون نظر! لا، بل لابد من النظر والعناية، وعرضها على الأدلة الشرعية، فما وافقها قبل، وما خالف الأدلة الشرعية ترك، وإن كان عظيمًا، وإن كان له أجر عظيم، وإن كان مجتهدًا في الخير، وإن كان مشهورًا. نعم. 

فتاوى ذات صلة