ج: هذا العمل لا يجوز، بل هو منكر؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يتبرك بالأموات أو قبورهم، ولا أن يدعوهم من دون الله ويسألهم قضاء حاجة أو شفاء مريض أو نحو ذلك؛ لأن العبادة حق الله وحده، ومنه تطلب البركة، وهو سبحانه هو الموصوف بالتبارك، كما قال عز وجل في سورة الفرقان: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان:1] وقال سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1] ومعنى ذلك: أنه سبحانه بلغ النهاية في العظمة والبركة، أما العبد فهو مبارك -بفتح الراء- إذا هداه الله وأصلحه ونفع به العباد، كما قال الله عن عبده ورسوله عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ [مريم:30-31].
والله ولي التوفيق[1].
والله ولي التوفيق[1].
- نشر في مجلة الدعوة العدد 1117 تاريخ 2/4/1408هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 330).