الجواب:
هذا عمل خطير، يجب الحذر منه، النساء ممنوعات من زيارة القبور، وإنما الإذن للرجال، يقول ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ولعن زائرات القبور من النساء؛ لأنهن فتنة، وصبرهن قليل، أما إذا كان مع ذلك دعوة الموتى، والاستغاثة بالموتى صار شركًا أكبر، صار الشرك الأكبر، هكذا الذبح لهم، طلبهم المدد، هذا شرك أكبر من الرجال والنساء جميعًا، فالذي يأتي القبور ليدعوها من دون الله، ويطلبها النصر والمدد والعون، هذا أتى شركًا عظيمًا من الرجال والنساء جميعًا، وهذا شرك المشركين، هذا شرك عباد القبور، كـأبي جهل، وأصحابه من عباد القبور، وهكذا توزيع الصدقات إذا كان يقصد بهذا التقرب إلى الموتى بذلك، وأنه يتصدق، ينوي التقرب بالصدقة لهم، يعتقد أنهم ينفعونه، يتصدق عند قبورهم، وأنهم بهذه الصدقة التي يتقرب بها إليهم ينفعونه؛ مثل لو صلى لهم.
وأما إن كان لا، صدقة يطلب من الله ثوابها، ولكن يظن ويعتقد أنها عند القبور أفضل، هذه بدعة، ما هي عند القبور أفضل، الصدقة يتصدق في بيته في أي محل، وإذا كانت عن طريق السر كان أفضل إلا إذا دعت الحاجة إلى الجهر، ولكن ليس محلها القبور؛ في الأسواق.. البيت.. في أي مكان في المسجد لمن سأل لا بأس.
والخلاصة أن زيارة النساء للقبور لا تجوز، وكونهن يذبحن للأموات، أو يطلبن منهم المدد، أو الغوث، أو شفاء المرضى، هذا شرك أكبر، سواء وقع من امرأة، أو من الرجل، حتى ولو فعله في بيته، ما هو بعند القبور، يا سيدي فلان! يا عبدالقادر! يا حسين! يا علي! يا رسول الله! ولو في بيته، ولو في أي مكان بعيد عن المدن والقبور فهو شرك أكبر، ولو أنه في الصحراء ما عنده أحد، إذا قال: يا رسول الله! انصرني، أو يا رسول الله! اشف مريضي، أو ما أشبه ذلك فقد عبده من دون الله بهذا الدعاء، أو قال: يا سيدي الحسين! أو يا سيدي الحسن! أو يا سيدي علي! أو يا سيدي عبدالقادر! أو أحمد البدوي، أو ما أشبه ذلك، يطلبه المدد والعون، والغوث، هذا من الشرك الأكبر.
وهكذا إذا تقرب له بالذبائح، سواء عند قبره، أو بعيدًا عن قبره، يذبح من أجل التقرب إليه، يرى أنه إذا ذبح له يمده بأشياء، أو يعطيه أشياء، أو يحصل له أشياء، فالذبح لغير الله شرك أكبر، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162] لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163] قال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] فأمر بالصلاة والنحر لله .
وقال -عليه الصلاة والسلام-: لعن الله من ذبح لغير الله فالذبح عبادة عظيمة كالصلاة، فإذا ذبح لأصحاب القبور، وتقرب إليهم بذلك يرجو شفاعتهم، ويرجو أنهم يقربونه من الله زلفى، أو تصدق يطلب الأجر منهم، والثواب منهم، أو حج لقبورهم، أو ما أشبه ذلك من المقاصد التي يفعلها، يتقرب بها إلى أصحاب القبور، هو يكون بهذا قد عبدهم، وجعلهم آلهة يعبدهم مع الله بصلاته لهم، أو دعائه لهم، أو ذبحه لهم، أو نذره لهم، أو غير ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.