الجواب:
زيارة القبور للصالحين للمسلمين أيضًا عمومًا سنة، قربة، الرسول ﷺ أمر بزيارة القبور، وحث عليها، وقال: إنها تذكر الآخرة، وتزهد في الدنيا، وتذكر الموت قال -عليه الصلاة والسلام-: زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة وكان يعلم أصحابه -عليه الصلاة والسلام- إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية وفي حديث عائشة يقول: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.
فعلينا معشر المسلمين أن نعلم هذا الحكم، ويشرع لنا أن نفعل ذلك؛ أن نزور القبور للذكرى والرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، والإحسان للموتى بالدعاء لهم، الإنسان يزورهم ليدعو لهم بالمغفرة والرحمة والعافية؛ وليتذكر الآخرة، وأنه صائر إلى ما صاروا إليه من هذا الموت حتى يستعد للآخرة.
أما تقبيل القبور فلا، لا يقبل النصائب ولا التراب، ولا الجدران إن كان عليها جدران ولا القضبان إن كان هناك قضبان، كل هذا منكر لا يجوز، هذا من الغلو، ولا يجوز البناء على القبور، بل يجب أن تكون مكشوفة ليس عليها بناء، واتخاذ القباب عليها من البدع، وهكذا بناء المساجد عليها من البدع التي أنكرها الرسول ﷺ ونهى عنها، قال: لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال جابر : "نهى النبي ﷺ عن تجصيص القبور، والقعود عليها، والبناء عليها، والكتابة عليها".
فليس لأحد أن يبني على القبور لا قبابًا ولا مساجد ولا غير ذلك، وليس له أن يقبلها، ولا أن يتبرك بترابها، ولا أن يطلب الشيخ المدد كما يأتي، لا يجوز يقول: يا رسول الله، مدد مدد، ولا يا فلان كالشيخ عبدالقادر، أو يا شيخ البدوي السيد البدوي، أو يا الحسن أو يا سيدي الحسن أو الحسين، أو يا فلان أو يا أبا حنيفة، أو يا أبا فلان، كل هذا لا يجوز، المدد لا يطلب من الميت يطلب من الله -جل وعلا-: يا رب أغثني، يا رب ارحمني، يا رب اشف مريضي، يا رب ارزقني، أما طلب المدد من الموتى فهو من الشرك بالله من الشرك الأكبر من عمل الجاهلية.
فلا يقبل الحجارة، ولا النصائب ولا التراب، ولا يأخذ التراب للبركة، ولا يطلب مدد من المخلوق من الميت، أما الحي الحاضر تقول: يا أخي! ساعدني بكذا، أعني على كذا، وهو حي حاضر قادر لا بأس، الحي الحاضر القادر لا بأس، لكن الميت لا، لا تقل: المدد المدد، ولا تقل: اشف مريضي وانصرني على عدوي انصرنا على المشركين لا يقل هذا للميت، الميت انقطع عمله، وليس له التصرف في الكون، بل التصرف لله وحده هو المالك لكل شيء، وهو القاهر فوق عباده، وهو النافع الضار، المعطي المانع، المدبر للكون ، وأما الميت فهو مرتهن بعمله ليس له تصرف، قال النبي ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية مثل الأوقاف التي يوقفها في حياته أو علم ينتفع به كتب ألفها أو طلبة علمهم له أجر ذلك أو ولد صالح يدعو له.
أما كونه يتصرف في الكون، أو يمد هذا، أو ينصر هذا، هذا منكر لا حقيقة له ولا صحة له، بل الاستغاثة بالأموات والنذر لهم، والتقرب إليهم، بالذبائح، وطلبهم المدد والغوث كل هذا من فعل الجاهلية من عمل أهل الشرك، وهو شرك أكبر يجب الحذر منه، ويجب عليك -أيها السائل- أن تبلغ من يفعل هذا أن هذا منكر، وأنه شرك يجب ترك ذلك والتوبة إلى الله من ذلك؛ لأن هذا من عمل الجاهلية، نعم.